ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : لا تخيّروا بين الأنبياء (١). وذكر الحسن قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أنا سيّد ولد آدم يوم القيامة (٢).
قوله : (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ) : يعني الأوثان (فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا) يملكون (تَحْوِيلاً) (٥٦) : أي لما نزل بكم من الضرّ. أي : أن تحوّلوا ذلك الضرّ إلى غيره أهون منه.
قوله : (أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ) : أي القربة (أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ) : أي الجنّة (وَيَخافُونَ عَذابَهُ) : أي النار (إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ كانَ مَحْذُوراً) (٥٧) : أي يحذره المؤمنون.
ذكروا عن عبد الله بن مسعود أنّه قال : نزلت في نفر من العرب كانوا يعبدون نفرا من الجنّ ، فأسلم الجنيّون ولم يعلم بذلك النفر من العرب. قال الله : (أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ) يعني الجنيّين الذين يعبدهم هؤلاء (يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ ...) إلى آخر الآية.
وتفسير الحسن : أنّهم الملائكة وعيسى. يقول : أولئك الذين يعبدهم المشركون والصابئون والنصارى. لأنّ المشركين قد كانوا يعبدون الملائكة والصابئون يعبدونهم.
قال بعضهم : بلغنا أنّ آل بني مليكة (٣) كانوا يعبدون الملائكة ، والنصارى تعبد
__________________
(١) حديث متّفق عليه ، أخرجه البخاريّ في كتاب التفسير ، سورة الأعراف ، باب (ولمّا جاء موسى لميقاتنا) عن أبي هريرة بلفظ : «لا تخيّروني من بين الأنبياء». وفي رواية له أخرى في كتاب الأنبياء بلفظ : «لا تخيّروني على موسى». وأخرجه مسلم في كتاب الفضائل ، باب من فضائل موسى عليهالسلام (رقم ٢٣٧٣) عن أبي هريرة بلفظ : «لا تخيّروني على موسى» ، وبلفظ : «لا تفضّلوا بين أنبياء الله» ، وعن أبي سعيد الخدريّ (رقم ٢٣٧٤) بلفظ : «لا تخيّروا بين الأنبياء». وانظر : البغوي ، شرح السنّة ، ج ١٣ ص ٢٠٤ ـ ٢٠٧.
(٢) أخرجه مسلم في كتاب الفضائل ، باب تفضيل نبيّنا صلىاللهعليهوسلم على جميع الخلائق ، عن أبي هريرة (رقم ٤٢٧٨) ولفظه : «أنا سيّد ولد آدم وأوّل من ينشقّ عنه القبر ، وأنا أوّل شافع وأوّل مشفّع». وأخرجه بهذا اللفظ نفسه أبو داود في كتاب السنّة ، باب في التخيير بين الأنبياء عليهم الصلاة والسّلام ، (رقم ٤٦٧٣).
(٣) كذا في المخطوطات الأربع. «بلغنا أنّ آل بني مليكة كانوا يعبدون الملائكة» ولم أعثر على اسم هذه القبيلة فيما بين يديّ من مصادر التاريخ ، ولم ترد الكلمة في سع ولا في ز.