عيسى. قال : فالملائكة وعيسى الذين يعبد هؤلاء (يبتغون إلى ربّهم الوسيلة أيّهم ، أقرب ويرجون رحمته ، ويخافون عذابه).
قوله : (وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ) : أي تموت بغير عذاب (أَوْ مُعَذِّبُوها عَذاباً شَدِيداً) : أي يكون موتهم بالعذاب.
قال بعضهم : قضى الله إمّا أن يهلكوا بموت أو بعذاب إذا تركوا أمره وكذّبوا رسله ، يعني إهلاك الأمم بتكذيبها الرسل.
(كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً) (٥٨) : أي مكتوبا. وقال في آية أخرى : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) [آل عمران : ١٨٥].
قوله : (وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ) : أي إنّ القوم كانوا إذا سألوا نبيّهم الآية فجاءتهم الآية ، لم يؤمنوا فيهلكهم الله. وهو كقوله : (قالُوا) يعني مشركي العرب للنبيّ : (فَلْيَأْتِنا بِآيَةٍ كَما أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ) (٥) أي : موسى وعيسى والرسل التي جاءت قومها بالآيات. قال الله : (ما آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ) أي : من أهل قرية (أَهْلَكْناها أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ) (٦) [الأنبياء : ٥ ـ ٦] أي : لا يؤمنون لو جاءتهم آية. وقد أخّر الله عذاب كفّار آخر هذه الأمّة بالاستئصال إلى النفخة الأولى. قال : (وما منعنا أن نّرسل بالآيات) إلى قومك يا محمّد (إلّا أن كذّب بها الاوّلون) وكنّا إذا أرسلنا إلى قوم بئاية فلم يؤمنوا أهلكناهم ، فلذلك لم نرسل لهم بالآيات ، وإنّ آخر كفّار هذه الأمّة أخّروا إلى النفخة الأولى.
قال بعضهم : قال أهل مكّة للنبيّ عليهالسلام : إن كان ما تقول حقّا ، ويسرّك أن نؤمن لك فحوّل لنا الصفا ذهبا ، فأتاه جبريل فقال : إن شئت كان الذي سألك قومك ، ولكن إن هم لم يؤمنوا لم ينظروا ، وإن شئت استأنيت بقومك. قال : لا ، بل أستأني بقومي (١). فأنزل
__________________
(١) رواه ابن سلّام بهذا السند : «سفيان عن سلمة بن كهيل عن عمران عن ابن عبّاس». وأخرجه أحمد في مسنده والنسائيّ وغيرهما عن ابن عبّاس. وأخرجه ابن جرير الطبريّ من طريق آخر عن ابن عبّاس وعن ـ