الله [(وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ)] (١) وأنزل : (((ما آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ).
قوله : (وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً) أي بيّنة [وقال مجاهد : آية] (٢) (فَظَلَمُوا بِها) أي ظلموا أنفسهم بعقرها (وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً) (٥٩) : أي : يخوّفهم الله بالآيات فيخبرهم أنّهم إذا لم يؤمنوا بعد مجيء الآية عذّبهم.
قوله : (وَإِذْ قُلْنا لَكَ) : أي أوحينا إليك (إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنَّاسِ) : قال : عصمك من الناس ، أي : منعك منهم فلا يصلون إليك حتّى تبلّغ عن الله الرسالة. كقوله (وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) [المائدة : ٦٧] أي : أن يصلوا إليك حتّى تبلّغ عن الله الرسالة. وكقوله : (عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ) أي : من بين يدي ذلك الرسول (ومن خلفه رصدا) أي : رصدا من الملائكة (لِيَعْلَمَ) أي : ذلك الرسول (أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحاطَ بِما لَدَيْهِمْ) [الجن : ٢٨] أي : أحاط الله بما لديهم حتّى يبلّغوا عن الله الرسالة.
ذكروا أنّ مجاهدا قال : أحاط بالناس ، فهم في قبضته.
ذكروا عن الحسن أنّ النبيّ عليهالسلام شكا إلى ربّه أمر قومه فقال : يا ربّ ، إنّ قومي قد خوّفوني ، فأعطني من قبلك آية أعلم ألّا مخافة عليّ. فأوحى الله إليه أن يأتي وادي كذا وكذا فيه شجرة ، فليدع غصنا منها يأته. فانطلق إلى الوادي فدعا غصنا منها ، فجاء يخطّ في
__________________
ـ سعيد بن جبير.
(١) سقطت هذه الآية من المخطوطات ومن سع كذلك وإيرادها هنا ضروريّ لأنّها محل الشاهد في هذا الخبر ، وهي مذكورة في تفسير الطبريّ ، ج ١٥ ص ١٠٨ ، وفي الدر المنثور ، ج ٤ ص ١٩٠.
(٢) زيادة من تفسير مجاهد ، ص ٣٦٤. وقال الفرّاء في المعاني ، ج ٢ ص ١٢٦ : «وقوله (النّاقة مبصرة) جعل الفعل لها. ومن قرأ (مبصرة) أراد مثل قول عنترة : «والكفر مخبثة لنفس المنعم». فإذا وضعت مفعلة في معنى فاعل كفت من الجمع والتأنيث ، فكانت موحّدة مفتوحة العين ، لا يجوز كسرها. العرب تقول : هذا عشب ملبنة مسمنة ، والولد مبخلة مجبنة ...».