في قلبه ليس بشيء حتّى يتكلّم به لسانه.
ذكروا عن الحسن أنّه قال : من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأت الذي هو خير ، وليكفّر عن يمينه ، إلّا طلاق أو عتاق.
قوله : (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ) : ثمّ أخبر ما تلك الثلاثمائة فقال : (سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً) (٢٥) : أي تسع سنين.
قال بعضهم : هذا من قول أهل الكتاب. أي : إنّه رجع إلى أوّل الكلام : (سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ) ، ويقولون : (لَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً). فردّ الله على نبيّه فقال :
(قُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ) :
يقول : ما أبصره وما أسمعه ، كقول الرجل للرجل : أفقه به ، وأشباه ذلك. فلا أحد أبصر من الله ، ولا أسمع من الله (١).
(ما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍ) : أي يمنعهم من عذاب الله (وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً) (٢٦) : وهي تقرأ بالياء والتاء. فمن قرأها بالتاء فهو يقول : ولا تشرك يا محمّد في حكمه أحدا ، أي : لا تجعل معه شريكا في حكمه وقضائه وأموره. ومن قرأها بالياء فهو يقول : ولا يشرك الله في حكمه أحدا.
قوله : (وَاتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ) : أي لا يحكم في الآخرة بخلاف ما قال في الدنيا. وهو كقوله : (ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَ) [سورة ق : ٢٩].
__________________
(١) قال الفرّاء في المعاني ، ج ٢ ص ١٣٩ : «يريد الله سبحانه وتعالى كقولك في الكلام : أكرم بعبد الله ، ومعناه : ما أكرم عبد الله ، وكذلك قوله : (أسمع بهم وأبصر) : ما أسمعهم ، ما أبصرهم. وكلّ ما كان فيه معنى من المدح أو الذمّ فإنّك تقول فيه : أظرف به وأكرم به ، ومن الياء والواو : أطيب به طعاما ، وأجود به ثوبا».