المهاجرين والأنصار.
ذكر بعضهم قال : كان نبيّ الله ينفل الرجل من المؤمنين سلب الرجل من الكفّار إذا ما قتله ، فأمرهم الله أن يردّ بعضهم على بعض فقال : (فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ) أي : ليردّ بعضكم على بعض.
قال : (وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (١).
قوله : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) : أي : رقّت قلوبهم مخافة عقابه. وقال مجاهد : (وجلت قلوبهم) أي : فرقت قلوبهم (١).
قال : (وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً) : أي تصديقا. أي كلّما نزل من القرآن شيء صدّقوا به. كقوله : (وإذا ما أنزلت سورة فمنهم مّن يّقول أيّكم زادته هذه إيمانا) هذا قول المنافقين ، قال الله : (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) (١٢٤) [التوبة : ١٢٤].
قوله : (وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) (٢) (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ) : أي : يقيمونها على وضوئها ومواقيتها وركوعها وسجودها. (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) (٣) : أي الزكاة المفروضة على ما سنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم. وقد فسّرنا ذلك في سورة البقرة وسورة الأنعام (٢).
قال : (أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ) : أي في الجنّة على قدر أعمالهم. قال (وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا) [الأحقاف : ١٩]. قوله : (وَمَغْفِرَةٌ) : أي لذنوبهم (وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) (٤) : أي في الجنّة.
قوله : (كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِ) : أي : أخرجك من مكّة إلى المدينة ،
__________________
(١) ورد في المخطوطات بعض الاختلاف في ألفاظ تفسير هذه الآية ، فأثبتّ التصحيح من ز ، ورقة ١١٥ ، ومن تفسير مجاهد ، ص ٢٥٧.
(٢) انظر ما سلف ، ج ١ ، تفسير الآيات ٢٧٠ ـ ٢٧٤ من سورة البقرة ، والآية ١٤١ من سورة الأنعام.