كلّ واحد منهما من صاحبه (وَأَنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (٦١) ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ) : والحقّ اسم من أسماء الله. قوله : (وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْباطِلُ) : قال الحسن : الأوثان. وقال بعضهم : إبليس (وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُّ) : أي الرفيع فلا أعلى منه ولا أرفع. (الْكَبِيرُ) (٦٢) : أي لا شيء أكبر منه.
قوله : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً) : يعني نباتها ، ليس يعني من ليلتها ، ولكن إذا أنبتت. (إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ) : أي بخلقه فيما رزقهم. (خَبِيرٌ) (٦٣) : بأعمالهم.
قوله : (لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ) : أي عن خلقه (الْحَمِيدُ) (٦٤) : أي المستحمد إلى خلقه ، استحمد إليهم ، أي استوجب عليهم أن يحمدوه.
قوله : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ) : كقوله : (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) [البقرة : ٢٩] ، (وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ) : أي لئلّا تقع على الأرض (إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) (٦٥).
قوله : (وَهُوَ الَّذِي أَحْياكُمْ) : أي من نطفة (ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) : يعني البعث. وهو كقوله : (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) [البقرة : ٢٨] ، (إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ) (٦٦) : يعني الكافر.
قوله : (لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً) : أي حجّا وذبحا ، في تفسير بعضهم (١). قوله : (هُمْ ناسِكُوهُ) : قال مجاهد : يعني إهراق الدماء ، [دماء الهدي] (٢) وقال بعضهم : يعني النسك.
قوله : (فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ) : أي لا يحوّلنّك المشركون عن هذا الدين الذي أنت عليه ، يقوله للنبيّ عليهالسلام. (وَادْعُ إِلى رَبِّكَ) : أي إلى الإخلاص له. قوله : (إِنَّكَ لَعَلى هُدىً
__________________
(١) قال الفرّاء في المعاني ، ج ٢ ص ٢٣٠ : «وقوله : (مَنْسَكاً) ، و (منسكا) قد قرئ بهما جميعا. والمنسك لأهل الحجاز ، والمنسك لبني أسد. والمنسك في كلام العرب : الموضع الذي تعتاده وتألفه. ويقال : إنّ لفلان منسكا يعتاده ، في خير كان أو غيره. والمناسك بذلك سمّيت ـ والله أعلم ـ لترداد الناس عليها بالحجّ والعمرة.
(٢) زيادة من تفسير مجاهد ، ص ٤٢٨.