أتحبّ أن تراها عريانة؟ قال الرجل : لا. قال : استأذن عليها.
ذكروا عن عطاء قال : كان لي أخوات فسألت ابن عبّاس : أستأذن عليهنّ؟ فقال : نعم.
وذكروا أنّ عليّا قال : يستأذن الرجل على كلّ امرأة إلّا على امرأته.
ذكروا أنّ عمر استأذن على قوم فأذن له ، فقال : ومن معي؟ فقيل له : ومن معك ، فدخلوا.
ذكروا عن الحسن أنّه قال : ليس في الدور إذن. يعني الدّور المشتركة (١) التي فيها حجر. وليس في الحوانيت إذن. قال بعضهم : إذا وضعوا أمتعتهم ، وفتحوا أبوابها ، وقالوا للناس : هلمّوا.
ذكروا عن ابن عمر أنّه كان إذا استأذن ليدخل في بيوت التجّار فقالوا : ادخل بسلام ، لم يدخل ، لقولهم : ادخل بسلام (٢).
قوله : (ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (٢٧) : أي لكي تذّكّروا.
قوله : (فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيها أَحَداً) : يعني البيوت المسكونة (فَلا تَدْخُلُوها حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا) : قال بعضهم : أي لا تقف على باب قوم ردّوك عن بيتهم ، فإنّ للناس حاجات ، ولهم أشغال. قال : (هُوَ أَزْكى لَكُمْ) : أي خير لكم (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) (٢٨).
قوله : (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ) : أي حرج ، أي : إثم. (أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ) : يعني الخانات ، وهي الفنادق (فِيها مَتاعٌ لَكُمْ) : أي ينزلها الرجل في سفره فيجعل فيها متاعه ، فليس عليه أن يستأذن في ذلك البيت ، لأنّه ليس له أهل يسكنونه. [وقال السدّيّ : (فِيها مَتاعٌ لَكُمْ)
__________________
ـ باب الاستئذان.
(١) كذا في ع : «يعني الدور المشتركة ...». وجاء في سع ورقة ٥١ ظ مايلي : «ليس في الدور إذن. قال يحيى : أظنّه يعني الدار المشتركة التي فيها حجر». وهذه العبارة أوثق رواية وأوضح معنى.
(٢) لأنّ لفظ الإذن هنا يحتمل معنى : ادخل بسلامك لا بشخصك. وقد روى هذا الخبر في واقعة بعينها «أنّ ابن عمر آذته الرمضاء يوما فأتى فسطاطا لامرأة من قريش فقال : السّلام عليكم أأدخل؟ فقالت المرأة : ادخل بسلام ، فأعاد ، فأعادت. فقال لها : قولي : ادخل. فقالت ذلك ، فدخل». انظر تفسير القرطبي ، ج ١٢ ص ٢١٥.