قوله : (وَقالَ الرَّسُولُ) : يعني محمّدا صلىاللهعليهوسلم (يا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي) : يعني من لم يؤمن به (اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً) (٣٠) : أي هجروه فلم يؤمنوا به. وقال مجاهد : يهجرون بالقول فيه (١) ، ويقولون : هو كذب. وقال بعضهم : إنّما قال هذا محمّد يشتكي قومه إلى ربّه.
قال الله يعزّي نبيّه : (وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ) : أي من المشركين (وَكَفى بِرَبِّكَ هادِياً) إلى دينه (وَنَصِيراً) (٣١) : أي للمؤمنين على أعدائهم.
قوله : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا) : أي هلّا (نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً) : أي كما أنزل على موسى وعلى عيسى. قال الله : (كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلاً) (٣٢) : [قال قتادة : وبيّنّاه تبيينا] (٢) نزل في ثلاث وعشرين سنة. (وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ) : يعني المشركين ممّا كانوا يحاجّونه به. قال : (إِلَّا جِئْناكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً) (٣٣) : أي بيانا. وقال بعضهم : أحسن تفصيلا.
قوله : (الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلى وُجُوهِهِمْ إِلى جَهَنَّمَ أُوْلئِكَ شَرٌّ مَكاناً) : أي من أهل الجنّة (وَأَضَلُّ سَبِيلاً) (٣٤) : أي طريقا في الدنيا ، لأنّ طريقهم إلى النار وطريق المؤمنين إلى الجنّة.
قوله : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ) : أي التوراة (وَجَعَلْنا مَعَهُ أَخاهُ هارُونَ وَزِيراً) (٣٥) : أي عوينا. وقال بعضهم : عضدا. وقال الحسن : شريكا في الرسالة ؛ وهو واحد ، وذلك قبل أن تنزل عليهما التوراة ، ثمّ نزلت عليهما قبل ، فقال : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ وَضِياءً وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ) (٤٨) [الأنبياء : ٤٨] أي : التوراة ، وفرقانها حلالها وحرامها وفرائضها وأحكامها.
قال : (فَقُلْنَا اذْهَبا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) : يعني فرعون وقومه (فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً) (٣٦) : أي فكذّبوهما فدمّرناهم تدميرا ، يعني الغرق الذي أهلكهم به ، كقوله : (فَكَذَّبُوهُما فَكانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ) (٤٨) [المؤمنون : ٤٨] أي : من المعذّبين بالغرق في
__________________
(١) جاء في ز ورقة ٢٣٩ ما يلي : «قال محمّد : معنى قول مجاهد : جعلوه بمنزلة الهجر ، والهجر : الهذيان وما لا ينتفع به من القول. يقال : فلان يهجر في منامه ، أي : يهذي».
(٢) زيادة من سع ورقة ٦٠ ظ.