(فَأُولئِكَ) أي : الذين هذه صفتهم (كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً) (١٩) [الإسراء : ١٩] أي : كان عملهم مقبولا ، يعني من وحّد الله وعمل بفرائضه.
قال : (وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ) : أي يعملون الشرك والنفاق (لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ) : أي عذاب جهنّم. (وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ) (١٠) : أي وعمل أولئك هو يبور ؛ أي : هو يفسد عند الله ، أي : لا يقبل الله الشرك والنفاق ، ولا يقبل العمل من المشرك والمنافق ، أي : لا يقبل العمل إلّا من المؤمنين ، وقال في آية أخرى : (إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) (٢٧) [المائدة : ٢٧].
قوله : (وَاللهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ) : يعني آدم خلقه من تراب (ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ) : أي من نسل آدم (ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْواجاً) : يعني ذكرا وأنثى ، والواحد زوج. قال : (وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى) (٤٥) [النجم : ٤٥].
قال : (وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) (١١) : أي هيّن عليه.
ذكروا عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير أنّه قال عن عمر العبد : كتب في أوّل الصحيفة أجله ، ثمّ يكتب أسفل من ذلك : مضى يوم كذا وكذا ، ومضى يوم كذا وكذا ، حتّى يأتي إلى أجله. وقال عكرمة : (وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ) آخر ، يعني أن يكون عمره دون عمر الآخر.
وتفسير الحسن : (وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ) أي : حتّى يبلغ أرذل العمر (وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ) أي : ولا ينقص من آخر عمر المعمّر فيموت قبل أن يبلغ عمر ذلك المعمّر الذي بلغ أرذل العمر (إِلَّا فِي كِتابٍ) (١). وبعضهم يقول : العمر ههنا ستّون سنة.
__________________
ـ أي : يرفع الكلم الطيّب ، يقول : يتقبّل الكلام الطيّب إذا كان معه عمل صالح».
(١) جاءت عبارة ب وع مضطربة فاسدة في تفسير الحسن للآية ، فأثبتّ التصحيح من سح ورقة ١٦١ ـ ١٦٢. وجاءت العبارة في ز ، ورقة ٢٨٠ مختصرة واضحة هكذا : «وتفسير الحسن وما يعمّر من معمّر حتّى يبلغ أرذل العمر ولا ينقص من آخر عمر المعمّر فيموت قبل أن يبلغ أرذل العمر (إِلَّا فِي كِتابٍ).