بالمد والتقليص (بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ) بالبكّر والعشيات أي دائما ظرف ل «يسجد» أو حال ل «ظلالهم».
[١٦] ـ (قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) خالقهما ومدبّرهما (قُلِ اللهُ) مجيبا به عنهم إذ لا جواب غيره (قُلْ) ـ تبكيتا لهم ـ : (أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ) أي غيره (أَوْلِياءَ) جمادات تعبدونها (لا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَلا ضَرًّا) فضلا عن غيرهم (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ) المشرك والموحد (أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ) الشرك والتوحيد ، وقرأ «حمزة» و «أبو بكر» و «الكسائي» بالياء (١) (أَمْ) بل أ(جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ) صفة «شركاء» (فَتَشابَهَ الْخَلْقُ) خلق الله وخلقهم (عَلَيْهِمْ).
فقالوا : استحقوا العبادة بخلقهم كما استحقها. وهو انكار أي ليس الأمر كذلك بل جعلوا له شركاء عجزة عن الخلق (قُلِ اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) لا خالق سواه فلا شريك له في العبادة (وَهُوَ الْواحِدُ) المتوحد بالربوبية (الْقَهَّارُ) لكل شيء.
[١٧] ـ (أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً) مطرا (فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ) أي مياهها.
والوادي : مسيل الماء ، واستعمل الماء اتساعا (بِقَدَرِها) في الصغر والكبر ، أو بمقدارها الذي علم الله انه نافع (فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً) وهو الأبيض المنتفخ على وجه الماء (رابِياً) عاليا عليه (وَمِمَّا يُوقِدُونَ) (٢) (عَلَيْهِ فِي النَّارِ) من الفلزات كالذهب والفضة والنحاس والحديد. وقرأ «حمزة» و «الكسائي» و «حفص» بالياء (٣) (ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ) طلب زينة (أَوْ مَتاعٍ) ينتفع به كالأواني وغيرها (زَبَدٌ مِثْلُهُ) أي من هذه الأشياء زبد مثل زبد السيل ، هو خبثها (كَذلِكَ) المذكور (يَضْرِبُ اللهُ الْحَقَّ وَالْباطِلَ) أي مثلهما.
فالصافي المنتفع به من الماء ، والفلز مثل الحق ، والزبد المضمحل منهما مثل
__________________
(١) حجة القراآت : ٣٧٢ ـ ٣٧٣.
(٢) في المصحف الشريف «يوقدون».
(٣) حجة القراآت : ٣٧٢ ـ ٣٧٣.