الباطل (فَأَمَّا الزَّبَدُ) من السيل والفلز المذاب (فَيَذْهَبُ جُفاءً) حال أي مرميّا به باطلا (وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ) من الماء والفلز (فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ) يبقى دهرا (كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ) للحق الباقي والباطل المضمحل.
[١٨] ـ (لِلَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمُ) لدعوته فآمنوا به ، المثوبة (الْحُسْنى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ) مبتدأ ، خبره (لَوْ أَنَّ لَهُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ) وقيل : (١) «للذين» متعلق ب «يضرب» أي يضرب الأمثال لشأن المؤمنين والكفرة ف «الحسنى» صفة مصدر «استجابوا» والشرطية استئناف (أُولئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسابِ) المناقشة فيه ، ولا يغفر لهم ذنب (وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهادُ) الفراش هي.
[١٩] ـ (أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُ) فتبعه (كَمَنْ هُوَ أَعْمى) لا يعلمه ولا يتبعه. إنكار أن يتوهم تشابههما (إِنَّما يَتَذَكَّرُ) يعتبر (أُولُوا الْأَلْبابِ) ذووا العقول.
[٢٠] ـ (الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللهِ) ما ألزمهم إياه عقلا أو سمعا ، أو ما أخذه عليهم في عالم الذرّ (وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ) ما وثّقوه بينهم وبين الله وبين العباد.
تأكيد ، أو تعميم بعد تخصيص.
[٢١] ـ (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) من الإيمان بالرسل والرحم وحقوق الخلق (وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ) مقامه (وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ) المناقشة فيه.
[٢٢] ـ (وَالَّذِينَ صَبَرُوا) على البلاء والتكاليف (ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ) طلب رضاه لا رياء وسمعة (وَأَقامُوا الصَّلاةَ) يمكن شمولها النفل وكذا (وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ) بعضه (سِرًّا وَعَلانِيَةً) في الطاعة (وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ) يدفعونها أي يمحونها بها ، أو يقابلونها بها إذا أسيء إليهم (أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ) العاقبة الحميدة في الدار الآخرة. وأبدل من «عقبى» :
__________________
(١) تفسير الكشّاف ٢ : ١٦٤.