وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ) حين رجعوا ، أو الثابتين منهم (وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها) من الملائكة والتقى الجمعان ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : الآن حمي الوطيس (١).
أنا النبي لا كذب |
|
أنا ابن عبد المطلب |
ثم رماهم كفا من التراب فانهزموا
(وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا) بالقتل والأسر (وَذلِكَ) التعذيب (جَزاءُ الْكافِرِينَ) في الدنيا.
[٢٧] ـ (ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عَلى مَنْ يَشاءُ) ممن يتوب منهم مخلصا (وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) يغفر للتائب وينعم عليه.
قيل أتى ناس منهم ، النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأسلموا وسألوه سباياهم وأموالهم ، فخيرهم بينهما فاختار السبي فاسترضى المسلمين ، فرضوا فردها عليهم (٢).
[٢٨] ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ) قذر ، مصدر نجس ، ولذا لم يجمع ، وصفوا به مبالغة وحصر أوصافهم فيه بالإضافة الى ضده.
قيل أريد نجاستهم عينا ، (٣) وقيل : حكما (٤) كشركهم فإنه بمنزلة النجس ، أو لأنهم لا يتطهرون. واختلف فقهاؤهم في الحكم.
وأجمع أصحابنا على نجاسة الكفرة ممن عدا أهل الكتاب وقد يحتج بالآية عليه ، وفيه منع ارادة النجس الاصطلاحي لمنع ثبوت الحقائق الشرعية ، ولو سلّم فهو أخص من مدّعاهم الشامل للناصب ، لكن بعد إجماعهم لا حاجة الى الآية.
واشتهر بينهم نجاسة أهل الكتاب للآية وشركهم لقوله تعالى : (سُبْحانَهُ عَمَّا
__________________
(١) حمى الوطيس : اشتدّ الحرب.
(٢) تفسير الصافي : ٢ : ٣٣٣.
(٣) تفسير ابي الفتوح ٥ : ١٥٦.
(٤) في هامش «ب» ما يلي : جعل الفخر الرازي الحصر للنجس في المشركين وشنّع على ابي حنيفة بأنه عكس حكم الله وقال : لا ينجس الا المسلم لتنجيسه مستعمله في رفع الحدث وتطهيره مستعمل المشرك لبقاء حدثه. فهو وان اخطأ في توجيه الحصر لكنّه أصاب في التشنيع.