أقرباؤكم وقرأ «أبو بكر» وعشيراتكم (١) (وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها) اكتسبتموها (وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها) عدم نفاقها (٢) (وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ) فآثرتموه على الهجرة والجهاد (فَتَرَبَّصُوا) فانتظروا (حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ) بعقوبته أو بحكمه ، تهديد لهم (وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) الى ثوابه نسأله العصمة والتوفيق.
[٢٥] ـ (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَواطِنَ) مواقف للحرب (كَثِيرَةٍ).
عن أهل البيت عليهمالسلام : انها ثمانون (٣) (وَيَوْمَ) عطف على محل «مواطن» أو بتقدير «واذكر يوم» (حُنَيْنٍ) واد بين مكة والطائف ، أي يوم حربكم فيه لهوازن وثقيف وكان في شوال سنة ثمان (إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ) بدل من «يوم» : حتى قال أبو بكر ـ وقيل غيره ـ : «لن نغلب اليوم من قلة» وكانوا اثنى عشر ألفا ممن حضروا فتح مكة ومن صحبهم من طلقائها وهم ألفان ولعدو أربعة آلاف (٤) (فَلَمْ تُغْنِ) تدفع (عَنْكُمْ) كثرتكم (شَيْئاً) من السوء (وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ) برحبها أي مع سعتها فلم تطمئنوا الى موضع تفرّون إليه لشدة خوفكم (ثُمَّ وَلَّيْتُمْ) العدو ظهوركم (مُدْبِرِينَ) منهزمين ، تمرون بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو ثابت على بغلته البيضاء في تسعة من بني هاشم ، منهم العباس آخذا بلجامه ، وعاشرهم أيمن بن أم ايمن ـ وقتل يومئذ ـ وعلي عليهالسلام يقاتلهم بالراية بين يديه في نفر قليل.
فنادى العباس المنهزمين بأمر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فردّوا.
[٢٦] ـ (ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ) بعد الهزيمة (سَكِينَتَهُ) طمأنينته ورحمته (عَلى رَسُولِهِ
__________________
(١) حجة القراآت : ٣١٦.
(٢) النفاق : الرواج.
(٣) راجع الأخبار في تفسير نور الثقلين ٢ : ١٩٦.
(٤) جوامع الجامع ٢ : ٤٦ وتفسير الكشاف ٢ : ٣٣.