«ما» موصولة مبهمة بيانها : (مِنْ شَيْءٍ) له ظل كشجر وجبل (يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ) يتميّل.
والفيء : الظل بعد الزوال ، وأصله : الرجوع ، وقرأ «أبو عمرو» بتاء التأنيث (١) لأن ظلال جمع (عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمائِلِ) جمع شمال أي عن جانبي ذوات الظلال.
وإفراد اليمين (٢) وجمع الشمائل كأنّه باعتبار لفظ «ما» ومعناها ، كإفراد الضمير في ظلاله وجمعه في (سُجَّداً لِلَّهِ) حال من الظلال أي منقادة لأمره في تقلّبها ، وكذا (وَهُمْ داخِرُونَ) صاغرون لما فيهم من التسخير ودلائل التدبير. وجمع بالواو لأنّ الدخور للعقلاء.
[٤٩] ـ (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) ينقاد لإرادته وأمره (مِنْ دابَّةٍ) بيان لما فيهما على أنّ في السّماء خلقا يدبون (وَالْمَلائِكَةُ) من عطف الخاص على العام للتفخيم ، أو بيان لما في الأرض ، والملائكة تعيين لما في السماوات تفخيما. و «ما» للتغليب لما لا يعقل لكثرته (وَهُمْ) أي الملائكة (لا يَسْتَكْبِرُونَ) عن عبادته.
[٥٠] ـ (يَخافُونَ رَبَّهُمْ) حال من الواو (مِنْ فَوْقِهِمْ) حال منهم ، أو من ربّهم أي : عاليا عليهم بالقهر (وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ) به.
[٥١] ـ (وَقالَ اللهُ لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ) تأكيد يؤذن بمنافاة الاثنينية للإلهية (إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ) أكّد تنبيها على لزوم الوحدة الإلهية (فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) فخافوني لا غير. التفات من الغيبة الى التكلم للمبالغة في الترهيب.
[٥٢] ـ (وَلَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ملكا وخلقا وعبيدا ، ويعم أفعال العباد من حيث انه خلقها تبعا لاختيارهم لا بالذات بدون اختيارهم ، فلا استقلال لهم فيها
__________________
(١) حجة القراآت : ٣٩١ وفيه : وحجته ان كل جمع خالف الآدميين فهو مؤنث تقول : هذه المساجد وهذه الظلال.
(٢) في «ط» وافراد الضمير واليمين ـ لعله يريد الضمير في ضلاله كما في تفسير البيضاوي ٣ : ٩٩ ـ.