كما يراه المعتزلة ، ولا سلب لاختيارهم وقدرتهم عليها كما يراه الأشاعرة.
وهذا مفاد أخبار أهل البيت عليهمالسلام (١) (وَلَهُ الدِّينُ واصِباً) حال عاملها «له» ، أي له الطاعة دائمة أو الجزاء دائما أي الثواب والعقاب (أَفَغَيْرَ اللهِ تَتَّقُونَ) تخشون ولا يقدر على النفع والضرّ غيره. استفهام توبيخ.
[٥٣] ـ (وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ) أي شيء حل بكم من نعمة كصحّة وسعة فهي منه تعالى ، حتى الإيمان فإنه بلطفه وتوفيقه. و «ما» موصولة أو شرطية (ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ) كمرض وفقر (فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ) تضجّون بالإستغاثة والدعاء لا إلى غيره.
[٥٤] ـ (ثُمَّ إِذا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ) أي يتغيرون عما كانوا عليه حال الضرّ فيشركون بالله.
[٥٥] ـ (لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ) من النعمة ، كأنهم قصدوا بالشرك كفرانها (فَتَمَتَّعُوا) بما أنتم فيه. أمر تهديد ، (فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) سوء عاقبتكم.
[٥٦] ـ (وَيَجْعَلُونَ لِما) للأصنام التي (لا يَعْلَمُونَ) أنها لا تضر ولا تنفع (نَصِيباً مِمَّا رَزَقْناهُمْ) من الحرث والأنعام (تَاللهِ لَتُسْئَلُنَ) توبيخا ، وهو التفات من الغيبة (عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ) بدعوى إلهيتها والتقرب إليها.
[٥٧] ـ (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ) بقولهم : الملائكة بنات الله (سُبْحانَهُ) تنزيها له عن قولهم (وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ) أي البنون. و «ما» مبتدأ ، أو عطف على «البنات».
[٥٨] ـ (وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى) بولادتها (ظَلَّ وَجْهُهُ) صار (مُسْوَدًّا) متغيرا من الغمّ (وَهُوَ كَظِيمٌ) ممتل غيظا ، فكيف يجعلون البنات له تعالى.
__________________
(١) روى الكليني في الكافي ١ : ١٦٠ عن ابي عبد الله عليهالسلام قال : «لا جبر ولا تفويض ولكن امر بين أمرين».
وهناك أحاديث اخرى ترتبط بالمقام يراجع بشأنها باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين في الكافي ١ / ١٥٥.