(وَمَنْ) نكرة موصوفة ، أي ؛ وحرّا (رَزَقْناهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً) مالا وافرا (فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْراً) أي يتصرف فيه كيف شاء وهو مثله تعالى (هَلْ يَسْتَوُونَ) أي العبيد العجزة والأحرار ذوي التصرف؟! استفهام انكاري ، أي : لا يستوون مع تشاركهم في الجنسية ، فكيف يسوى بين جمادات عجزة وبين الله القادر على كل شيء؟!
ويحتج بالآية على أن المملوك لا يملك ، وللبحث فيه مجال (الْحَمْدُ لِلَّهِ) لا يستحقه سواه (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) اختصاص الحمد به.
[٧٦] ـ (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً) وأبدل منه (رَجُلَيْنِ أَحَدُهُما أَبْكَمُ) ولا أخرس (لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ) من نطق وتدبير لأنه لا يَفهَم ولا يُفهِم (وَهُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ) ثقل على وليّ أمره (أَيْنَما يُوَجِّهْهُ) يرسله في حاجة (لا يَأْتِ بِخَيْرٍ) بنجح (هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ) من هو فصيح فهم ، نافع للناس يحثهم على العدل (وَهُوَ عَلى صِراطٍ) طريق (مُسْتَقِيمٍ) وهو مثل له تعالى وللأصنام ، أو للمؤمن والكافر.
[٧٧] ـ (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) أي يختص به علم ما غاب عن الخلق فيهما (وَما أَمْرُ السَّاعَةِ) أمر إقامتها في قدرته (إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ) كردّ الطرف (أَوْ هُوَ أَقْرَبُ) منه في السرعة والسهولة ، و «أو» للتخيير ، أو بمعنى «بل» (إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ومنه اقامة الساعة واحياء الخلق.
[٧٨] ـ (وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ) وكسر «الكسائي» الهمزة وكسرها والميم «حمزة» (١) (لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً) جملة حالية (وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ) أي الأسماع (وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ) القلوب اللاتي تتعلمون بها منافعكم ومضاركم وما يوصلكم الى السعادة الباقية (لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) لكي تشكروه على ذلك.
[٧٩] ـ (أَلَمْ يَرَوْا) وقرأ «ابن عامر» و «حمزة» بتاء الخطاب (٢) (إِلَى الطَّيْرِ
__________________
(١) تفسير البيضاوي ٣ : ١٠٥.
(٢) حجة القراآت : ٣٩٣.