[٨٣] ـ (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ) يعترفون بأنها من عنده (ثُمَّ يُنْكِرُونَها) بإشراكهم وقولهم انها بشفاعة آلهتنا.
وقيل : «نعمة الله» : نبوة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم عرفوها ثم أنكروها عنادا ، (١) و «ثم» استبعاد لإنكارهم بعد معرفتهم (وَأَكْثَرُهُمُ الْكافِرُونَ) المنكرون عنادا.
وذكر الأكثر لأنه يستعمل في الكل ولأن بعضهم لم تقم عليه الحجة كالمجانين وغير البلّغ.
[٨٤] ـ (وَيَوْمَ) واذكر ، أو : خوّفهم يوم (نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً) هو نبيّها ، أو : إمام زمانها يشهد لها أو عليها يوم القيامة (ثُمَّ لا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا) في الاعتذار.
ومعنى «ثم» انّ المنع من الكلام أصعب من الشهادة عليهم (وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ) لا يطلب منهم العتبى ، أي : الرجوع الى رضى الله.
[٨٥] ـ (وَإِذا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) أشركوا (الْعَذابَ) النار (فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ) العذاب (وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ) يمهلون.
[٨٦] ـ (وَإِذا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكاءَهُمْ) الأصنام والشياطين (قالُوا رَبَّنا هؤُلاءِ شُرَكاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا) نعبدهم (مِنْ دُونِكَ) فحمّلهم بعض عذابنا (فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ) أي أنطقهم الله ، فقالوا لهم : (إِنَّكُمْ لَكاذِبُونَ) في قولكم اننا شركاء الله ، وانكم عبدتمونا ، وانما عبدتم أهواءكم كقوله : (ما كانُوا إِيَّانا يَعْبُدُونَ) (٢).
[٨٧] ـ (وَأَلْقَوْا) أي : المشركون (إِلَى اللهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ) أي استسلموا لحكمه (وَضَلَ) بطل (عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ) من أنّ آلهتهم تشفع لهم.
[٨٨] ـ (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا) النّاس (عَنْ سَبِيلِ اللهِ) دينه (زِدْناهُمْ عَذاباً) لصدّهم (فَوْقَ الْعَذابِ) لكفرهم (بِما كانُوا يُفْسِدُونَ) بإفسادهم بالصدّ.
__________________
(١) قاله السدي ـ كما في تفسير ابي الفتوح ٦ : ٢٣٣.
(٢) سورة القصص : ٢٨ / ٦٣.