وقيل : بتقدير مضاف أي وجعلنا نيّري اللّيل والنّهار آيتين ، (١) فمحونا آية اللّيل وهي القمر بجعلها غير ذات شعاع ترى الأشياء فيه أو بالكلف الّذي فيه.
وجعلنا آية النّهار وهي الشمس ذات شعاع تبصر الأشياء بضوئها (لِتَبْتَغُوا) في النّهار (فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ) بالتصرف في وجوه معاشكم (وَلِتَعْلَمُوا) بهما (عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ) للأوقات (وَكُلَّ شَيْءٍ) تحتاجون إليه من أمر الدّين والدّنيا (فَصَّلْناهُ تَفْصِيلاً) بيّنّاه تبيينا.
[١٣] ـ (وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ) عمله من خير وشر (فِي عُنُقِهِ) لزوم الطّوق في عنقه (وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً) مكتوبا ، هو صحيفة عمله (يَلْقاهُ مَنْشُوراً) صفتان للكتاب ، أو «يلقاه» صفته ، و «منشورا» حال من الهاء ، (٢).
وبناه «ابن عامر» للمفعول مشدّدا (٣).
[١٤] ـ (اقْرَأْ كِتابَكَ) بتقدير القول (كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً) محاسبا ، ولقد أنصفك من جعلك حسيب نفسك.
[١٥] ـ (مَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها) لا يعود نفع اهتدائه وضرر ضلاله إلّا إليه (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ) لا تحمل نفس حاملة (وِزْرَ) حمل نفس (أُخْرى وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) احتجّ به على انّه لا وجوب قبل الشرع.
وردّ بأنّه لا يثبت الوجوب الشرعي ما لم يثبت الوجوب العقلي.
فالآية مخصوصة بالسّمعيّات وأريد نفي التعذيب عفوا ، وأريد بالرّسول : العقل.
__________________
(١) نقله البيضاوي في تفسيره ٣ : ١١٤ ـ ١١٥.
(٢) تفسير مجمع البيان ٣ : ٤٠٢.
(٣) تفسير مجمع البيان ٣ : ٤٠٢ ـ حجة القراآت : ٣٩٨ وفيه : قرأ ابن عامر : «كتابا يلقّاه منشورا» بضم الياء وفتح اللام وتشديد القاف.