وبقي دمه يغلى ، فسلّط الله عليهم الفرس ، فقتلوا منهم الوفا وسبّوا ذراريهم وخرّبوا «بيت المقدس» (١).
[٨] ـ (عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ) بعد المرّة الثانية إن تبتم (وَإِنْ عُدْتُمْ) الى الفساد (عُدْنا) الى عقوبتكم ، وقد عادوا بتكذيب «محمّد» صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فسلّط عليهم (٢) بقتل «قريظة» واجلاء «النّضير» وضرب الجزية عليهم (وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً) سجنا ومجلسا.
[٩] ـ (إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي) للطّريقة التي (هِيَ أَقْوَمُ) أعدل الطّرق.
(وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً) وخفّف «حمزة» و «الكسائي» «يبشّر» (٣).
[١٠] ـ (وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ) عطف على «أنّ لهم» أي يبشّرهم بثوابهم وعقاب أعدائهم أو على «يبشّر» بتقدير يخبر (أَعْتَدْنا) هيّأنا (لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً).
[١١] ـ (وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ) على نفسه وأهله ضجرا (دُعاءَهُ) كدعائه له (بِالْخَيْرِ وَكانَ الْإِنْسانُ) أي جنسه (عَجُولاً) بالدّعاء بالشّرّ ، لم ينظر عاقبته.
وقيل : أريد به «آدم» عليهالسلام فإنّه لمّا انتهى الرّوح الى سرّته أخذ لينهض فوقع (٤).
[١٢] ـ (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ) دالّتين على قدرتنا وعلمنا (فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ) الآية التي هي اللّيل أي طمسنا نورها بالظّلام (وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ) الآية التي هي النّهار (مُبْصِرَةً) مضيئة ، أو مبصرا فيها.
__________________
(١) تفسير مجمع البيان ٣ : ٤٠٠ مع اختلاف يسير.
(٢) في «ج» : فسلّط الله عليهم.
(٣) تفسير التبيان ٦ : ٤٥٤ وتفسير البيضاوي ٣ : ١١٤.
(٤) تفسير التبيان ٦ : ٤٥٤ وتفسير البيضاوي ٣ : ١١٤.