[٣] ـ (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ) من بنيه الثّلاثة ، إذ النّاس كلّهم ذرّيّتهم وهو منادى على قراءة التّاء ومنتصب على الإختصاص على قراءة الياء ، أو على انّه أحد مفعولي «لا تتخذوا» على القراءتين (إِنَّهُ) أي نوحا (كانَ عَبْداً شَكُوراً) كثير الشّكر لنا ، حامدا في كلّ حال.
[٤] ـ (وَقَضَيْنا) أوحينا (إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ) التوراة (لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ) جواب قسم محذوف (مَرَّتَيْنِ) أولاهما قتل «شعيا» وثانيتهما قتل «زكريّا» و «يحيى» (وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً) لتعتن عتوّا عظيما.
[٥] ـ (فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما) وعد عقاب اولى المرتين (بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا) «بخت نصر» أو «جالوت» أي خلّيناهم وايّاكم (أُولِي بَأْسٍ) بطش في الحرب (شَدِيدٍ فَجاسُوا) تردّدوا يطلبونكم (خِلالَ الدِّيارِ) وسطها ، فقتلوا كباركم وسبّوا صغاركم وأحرقوا التوراة وخرّبوا المسجد (وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً) كائنا لا خلف فيه.
[٦] ـ (ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ) الدّولة (عَلَيْهِمْ) على المبعوثين بتسخير بعض ملوك الفرس لكم فردّكم الى «الشّام» واستولى على اتباع «بخت نصر» أو بتسليط «داود» على «جالوت» فقتله (وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً) عددا أي من ينفر معهم.
[٧] ـ (إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ) لأنّ ثوابه لها (وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها) العقوبة (فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ) وعد عقاب المرّة الآخرة (لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ) أي بعثناهم ليجعلوا وجوهكم ظاهرة فيها آثار المساءة ، وقرأ «أبو بكر» و «ابن عامر» و «حمزة» «ليسوء» موحّدا ، وفاعله الوعد أو البعث أو الله. ويؤيّده قراءة ، «الكسائي» بالنون (١) (وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ) «بيت المقدس» فيخربوه (كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا) ليهلكوا (ما عَلَوْا) ما غلبوا عليه أو مدّة علوّهم (تَتْبِيراً) وذلك بعد أن قتلوا «يحيى»
__________________
(١) تفسير مجمع البيان ٣ : ٣٩٧ وحجة القراآت : ٣٩٧ / ٣٩٨.