قيل : بعثت امرأة ابنها الى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وقالت : قل له : أمّي تستكسيك درعا ، (١) فإن قال : حتّى يأتينا شيء ، فقل : انّها تستكسيك قميصك ، فأتى وقال له ما قالت ، فنزعه وأعطاه وقعد عريانا ولم يخرج للصّلاة ، (٢) فنزلت.
[٣٠] ـ (إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ) يوسعه ويضيقه بمشيّته بحسب المصلحة (إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً) عالما بسرّهم وعلنهم وبما يصلحهم من التوسيع والتقتير عليهم.
[٣١] ـ (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ) أي بناتكم بالوأد (خَشْيَةَ إِمْلاقٍ) مخافة الفقر (نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً) إثما عظيما ، وكسر «ابن كثير» «الخاء» بمدّ ، وفتحها «ابن ذكوان» كالطاء بلا مدّ وكسرها الباقون وسكّنوا الطاء (٣).
[٣٢] ـ (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى) نهى عن قربه مبالغة في النهى عنه (إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً) ظاهر القبح (وَساءَ سَبِيلاً) وبئس طريقا هو.
[٣٣] ـ (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِ) بسبب مبيح كالقود والرّدّة وحدّ المحصن ، ثم بيّن بعض الأسباب المبيحة بقوله : (وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً) بغير حقّ (فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً) تسلّطا على القاتل (فَلا يُسْرِفْ) الولي بتجاوز الحدّ (فِي الْقَتْلِ) بالمثلة أو قتل غير القاتل ، أو لا يسرف القاتل في قتل من لا يحقّ قتله. وقرأ «حمزة» و «الكسائي» فلا تسرف على خطاب الوليّ أو القاتل (٤) (إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً) علّة النّهي ، والهاء للوليّ ، فانّ الله نصره بأن أوجب له القصاص والتعريض ، أو للمظلوم فإنّه منصور في الدنيا بإيجاب القود بقتله ، وفي الآخرة
__________________
(١) أي تطلب منك الكسوة ، والدرع : ثوب المرأة وقميصها.
(٢) رواه الطبرسي في تفسير مجمع البيان ٣ : ٤١١ وتفسير البيضاوي ٣ : ١١٨.
(٣) تفسير مجمع البيان ٣ : ٤١٢ وحجة القراآت : ٤٠٠ و ٤٠١ والكشف عن وجوه القراآت ٢ : ٤٥.
(٤) حجة القراآت : ٤٠٢.