بالخطاب (١) (عُلُوًّا كَبِيراً) تعاليا متباعدا عن صفات الممكنات.

[٤٤] ـ (يُسَبِّحُ) (٢) وقرأ «أبو عمرو» و «حمزة» و «الكسائي» و «حفص» بتاء التأنيث (٣) (لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) ينزّهه عمّا لا يليق بشأنه بلسان الحال الدالة على توحيده (وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) ايّها الكفرة لترككم النّظر المؤدي الى فهمه.

قد يحمل التسبيح على المشترك بين اللفظ والدّلالة ، ويخالف رأي جلّ الأصوليين ، (٤).

وقد يحمل على اللّفظ بناء على انّ لكل شيء لغة لا نفهمها (إِنَّهُ كانَ حَلِيماً) لم يعاجلكم بالعقوبة (غَفُوراً) لمن تاب عن كفره.

[٤٥] ـ (وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً) ساترا أو ذا ستر ـ كمكان مهول أي ذا هول ـ أو مستورا عن الحسّ.

قيل نزلت في قوم كانوا يؤذونه ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ إذا قرأ القرآن ، فحجبه الله عنهم فلا يرونه عند قراءته (٥).

[٤٦] ـ (وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً) أغطية (أَنْ يَفْقَهُوهُ) كراهة أن يفهموه (وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً) صمما ، فلا يسمعونه ، مثل في نبوّ (٦) قلوبهم ومسامعهم عن قبوله.

__________________

(١) حجة القراآت : ٤٠٤ ـ ٤٠٥.

(٢) في المصحف الشريف بقراءة حفص : «تسبّح» ـ كما سيشير اليه المؤلّف ـ.

(٣) تفسير مجمع البيان ٣ : ٤١٦ حجة القراآت : ٤٠٥.

(٤) لاحظ كتاب كفاية الأصول للشيخ الخراساني مبحث الألفاظ استعمال اللفظ في اكثر من معنى.

(٥) قاله الزجاج والجبّائي ـ كما في تفسير مجمع البيان ٣ : ٤١٨ ، وينظر تفسير نور الثقلين ٣ : ١٦٩.

(٦) النّبو : عدم القبول والتنفّر عن الشيء.