وأسند إليه تعالى إيذانا بتمكّنه منهم كالجبلّة (وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ) بدون ذكر آلهتهم ، مصدر في محل الحال أي يحد وحدة (وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً) جمع نافر أو مصدر ل «ولّوا» من غير لفظه أي نفروا عن استماع التّوحيد نفرة.
[٤٧] ـ (نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَسْتَمِعُونَ بِهِ) بسببه من الهزء (إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوى) ظرفان ل «اعلم» أي نحن اعلم بغرضهم من استماعهم حين يستمعون إليك وحين هم ذووا نجوي أي يتناجون به في أمرك (إِذْ) بدل من «إذ هم» (يَقُولُ الظَّالِمُونَ) ـ في تناجيهم ـ : (إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً) سحر ، فذهب عقله أو مخدوعا.
[٤٨] ـ (انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ) شبهوك بمسحور وساحر وشاعر وكاهن ومجنون (فَضَلُّوا) بذلك عن الحقّ (فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً) إليه أو الى الطّعن فيك ، ضلال من تحيّر في التّيه.
[٤٩] ـ (وَقالُوا) إنكارا للبعث (أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً) رضاضا (أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ) «إذا» ظرف لما دلّ عليه مبعوثون لا له إذ لا يعمل ما بعد «انّ» فيما قبلها (خَلْقاً) مصدر أو حال (جَدِيداً).
[٥٠] ـ (قُلْ) ـ لهم ـ : (كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً).
[٥١] ـ (أَوْ خَلْقاً مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ) يعظم عندكم عن قبول الحياة فضلا عن العظام الرّفات فإنّ الله لا يعجز عن احيائكم (فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنا) يحيينا (قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ) خلقكم (أَوَّلَ مَرَّةٍ) فإنّ من قدر على البدء فهو على الإعادة أقدر (فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ) يحرّكون نحوك (رُؤُسَهُمْ) تعجّبا واستهزاء (وَيَقُولُونَ مَتى هُوَ) أي البعث (قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً) فإنّ ما هو آت قريب.
[٥٢] ـ (يَوْمَ يَدْعُوكُمْ) من قبوركم على لسان اسرافيل عند النّفخة الثّانية (فَتَسْتَجِيبُونَ) تجيبون (بِحَمْدِهِ) حامدين له ، أو مطاوعين لبعثه مطاوعة الحامد له