[٢٤] ـ (إِلَّا أَنْ) أي بأن (يَشاءَ اللهُ) أي إلّا متلبسا بمشيّته (١) قائلا : ان شاء الله ، نهى تأديب له صلىاللهعليهوآلهوسلم حين سئل عن قصة اصحاب الكهف وذي القرنين ، فقال : أخبركم غدا ولم يستثن ، فاحتبس الوحي عنه أيّاما حتّى شقّ عليه (وَاذْكُرْ رَبَّكَ) أي مشيئة مستثنيا بها (إِذا نَسِيتَ) الاستثناء ثم تذكرته.
وعن «ابن عباس» : ولو بعد سنة ، (٢) وروي ذلك عن أئمتنا عليهمالسلام (٣).
ويوجّه بأنّه ليس استثناء من القول السّابق حتّى يؤثّر فيه بل من مقدّر دلّ عليه السابق فهو لمجرّد الامتثال ، وظاهر الآية لا يأبى ذلك.
أو المعنى : اذكره بالتّسبيح والاستغفار إذا نسيت الاستثناء أو اذكره إذا اعتراك نسيان ليذكرك المنسىّ ، ولعلّ الخطاب له صلىاللهعليهوآلهوسلم والمراد غيره لعصمته (وَقُلْ عَسى أَنْ يَهْدِيَنِ) واثبت «ابن كثير» «الياء» مطلقا و «نافع» و «أبو عمرو» وصلا (٤) (رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هذا) من نباء أهل الكهف (رَشَداً) أي لما هو اظهر منه دلالة على نبوّتي وقد فعل.
[٢٥] ـ (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ) نياما (ثَلاثَ مِائَةٍ) بالتنوين (سِنِينَ) بدل من «ثلاثمائة» وأضافها «حمزة» و «الكسائي» على وضع الجمع موضع الواحد (٥) (وَازْدَادُوا تِسْعاً) تسع سنين ، وهذا بيان ما أجمل قبل من مدّة نومهم.
[٢٦] ـ (قُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا) فخذوا بما اخبر به ودعوا قول أهل الكتاب.
قيل : سأل يهودي «عليا» عليهالسلام عن ذلك ، فأخبره بما في القرآن فقال :
__________________
(١) في «ب» : اي الاستثناء بمشيته.
(٢) تفسير مجمع البيان ٣ : ٤٦١ وتفسير البيضاوي ٣ : ١٣٨.
(٣) تفسير مجمع البيان ٣ : ٤٦١.
(٤) الكشف عن وجوه القراآت ٨٢.
(٥) تفسير البيضاوي ٣ : ١٣٩ وحجة القراآت : ٤١٤.