«مهدا» ، (١) مصدر سمّى به كالفرش (وَسَلَكَ) جعل (لَكُمْ فِيها سُبُلاً) طرقا تسلكونها (وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً) مطرا (فَأَخْرَجْنا بِهِ) التفت الى التّكلّم على الحكاية لقول الله تعالى إيذانا باختصاصه بانقياد الأشياء المختلفة لأمره ، ولهذا نظائر في آيات أخر (أَزْواجاً) أصنافا (مِنْ نَباتٍ) صفة «أزواجا» وكذا (شَتَّى) جمع شتيت ، كمرضى لمريض من شتّ : تفرّق ، أي : متفرّقات في الألوان والطعوم والمنافع.
[٥٤] ـ (كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعامَكُمْ) حال من ضمير «أخرجنا» بتقدير : قائلين ، والأمر للإباحة والتّذكير بالنّعمة ، والمعنى : مبيحين لكم الأكل منها ورعى انعامكم فيها (إِنَّ فِي ذلِكَ) المذكور (لَآياتٍ) لعبرا (لِأُولِي النُّهى) لذوي العقول ، جمع «نهية» سمّى بها العقل لنهيه عن القبيح.
[٥٥] ـ (مِنْها) أي الأرض (خَلَقْناكُمْ) فإنّها اصل خلقة أبيكم آدم والنّطف الّتي خلقتم منها (وَفِيها نُعِيدُكُمْ) إذا امتناكم (وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ) إذا بعثناكم (تارَةً) مرّة (أُخْرى) كما أخرجناكم حين ابتدأنا خلقكم.
[٥٦] ـ (وَلَقَدْ أَرَيْناهُ) بصّرنا فرعون (آياتِنا كُلَّها) التّسع (فَكَذَّبَ) بها عنادا (وَأَبى) قبولها.
[٥٧] ـ (قالَ أَجِئْتَنا لِتُخْرِجَنا مِنْ أَرْضِنا) مصر وتستولى عليها (بِسِحْرِكَ يا مُوسى) نسبه الى السّحر تلبيسا على قومه.
[٥٨] ـ (فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ) يقابله (فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً) وعدا (لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكاناً) نصب بما دلّ عليه المصدر لا به ، (٢) لوصفه أو بإبداله من موعدا ، إن جعل مكان الوعد ، فالهاء في «نخلفه» للوعد المعلوم من
__________________
(١) حجة القراآت : ٤٥٣.
(٢) اي : «موعدا».