اللّام لا تدخل خبر المبتدأ ، وكذا جعل «ان» بمعنى نعم ، ولو قدر نعم هذان لهما ساحران فحذف المبتدأ ينافي التأكيد ، وقرأ «أبو عمرو» : «هذين» وهو واضح و «ابن كثير» و «حفص» : «ان هذان» على المخفّفة (١) واللّام فارقة أو النّافية واللّام بمعنى «إلّا» (يُرِيدانِ أَنْ يُخْرِجاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِما وَيَذْهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى) بدينكم الأفضل بإظهار دينهما ، وقيل : الطّريقه أشرف القوم ، (٢) أي باشرافكم بصرف وجوههم إليهما ، و «المثلى» مؤنث الأمثل ، اي : الأفضل والأشبه بالحقّ.
[٦٤] ـ (فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ) أحكموه واجعلوه مجمعا عليه ، وقرأ «أبو عمرو» «فاجمعوا» من جمع (٣) (ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا) مصطفّين (وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلى) فاز من غلب.
[٦٥] ـ (قالُوا يا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقى) راعوا الأدب ، أي اختر القائك أو القاءنا ، أو الأمر القاؤك أو القاؤنا.
[٦٦] ـ (قالَ بَلْ أَلْقُوا) مقابلة لأدبهم ، وعدم احتفال بكيدهم ، وجودا بما مالوا إليه من البدأ كما يفهمه ذكر «اوّل» في شقّهم ، وليبرزوا ما معهم ثم يأتي الحقّ فيبطله (فَإِذا حِبالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى) «إذا» للمفاجاة وأصلها : الوقت ، وتستدعى متعلّقا ناصبا وهو فعل المفاجاة ، وجملة ابتدائيّة تضاف إليها.
والمعنى : فالقوا ففاجأ موسى وقت تخيّل سعي حبالهم وعصيّهم من سحرهم ، قيل : لطخوها بالزّيبق فلمّا حميت الشّمس تحرّك فحرّكها ، فخيل إليه إنّها تسعى ، (٤)
__________________
(١) حجة القراآت : ٤٥٤ و ٤٥٦.
(٢) قاله امير المؤمنين علي عليهالسلام كما في تفسير مجمع البيان ٤ : ١٨.
(٣) حجة القراآت : ٤٥٦.
(٤) تفسير مجمع البيان ٤ : ١٨ وتفسير الكشّاف ٣ : ٧٣ وتفسير البيضاوي ٣ : ١٧٨.