على الخبر (١) (قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ) في ذلك (إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ) رئيسكم أو أستاذكم (الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ) وتواطأتم على ما فعلتم (فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ) حال أي مختلفات الأيدي اليمنى والأرجل اليسرى ، و «من» ابتدائيّة أي ابتداء القطع من الجهتين المتخالفتين (وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ) شبّه تمكّن المصلوب بالجذع بتمكّن المظروف بالظّرف (وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنا) يعني نفسه و «موسى» أو ربّ «موسى» (أَشَدُّ عَذاباً وَأَبْقى) وأدوم.
[٧٢] ـ (قالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ) نختارك (عَلى ما جاءَنا مِنَ الْبَيِّناتِ) المعجزات الظّاهرة (وَالَّذِي فَطَرَنا) عطف على «ما» أو قسم (فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ) أي صانعه أو حاكم به (إِنَّما تَقْضِي) تصنع أو تحكم بسلطانك (هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا) أي فيها ونصير إلى النعيم الباقي في الآخرة.
[٧٣] ـ (إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنا لِيَغْفِرَ لَنا خَطايانا) من الشّرك والمعاصي (وَما أَكْرَهْتَنا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ) أي تعلّمه ، وعمله في معارضة المعجزة.
قيل : قالوا لفرعون : أرنا «موسى» نائما [ففعل] ـ (٢) فرأوه تحرسه عصاه ، فقالوا :
ما هذا بسحر وإلّا لبطل بنومه ، فأبى إلّا أن يعارضوه (٣) (وَاللهُ خَيْرٌ) منك ثوابا للمطيع (وَأَبْقى) عقابا للعاصي.
[٧٤] ـ (إِنَّهُ) أي الشأن ابتداء كلام من الله تعالى أو من كلام السّحرة (مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً) كافرا (فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيها) فيستريح (وَلا يَحْيى) حياة ممتعة.
[٧٥] ـ (وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ) الفرائض قيل : والنّوافل (فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى) جمع عليا مؤنث «أعلى».
__________________
(١) حجة القراآت : ٤٥٨ وفيه قرأ القواس عن ابن كثير وورش.
(٢) الزيادة من تفسير الكشّاف ٣ : ٧٧.
(٣) قاله عبد العزيز بن أبان ـ كما في تفسير مجمع البيان ٤ : ٢١ وتفسير الكشّاف ٣ : ٧٧.