المعاصي (أَوْ يُحْدِثُ) القرآن (لَهُمْ ذِكْراً) عظة بعقوبات الأمم الماضية فيتّعظون.
[١١٤] ـ (فَتَعالَى اللهُ) ارتفع عن مماثلة المخلوقين (الْمَلِكُ) النّافذ تصرّفه في ملكوته (الْحَقُ) الذي يحقّ له الملك أو الثّابت (وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ) لا تعجل بقرائته قبل أن يفرغ جبرئيل من إبلاغه.
كان صلىاللهعليهوآلهوسلم يساوقه في القراءة حرصا عليه
، أو : في تبليغ ما كان مجملا قبل أن يأتيك بيانه (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً) الى ما علّمتني.
أو : قرآنا ، فإنّه كلّما نزل عليه شيء منه : زاد به علمه.
ومن فضائل العلم انّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يؤمر بطلب الزّيادة إلّا فيه.
[١١٥] ـ (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ) أمرنا بالكفّ عن الأكل من الشّجرة (مِنْ قَبْلُ) قبل زمانك يا محمّد (فَنَسِيَ) ترك الأولى وهو ما أمر به من الكفّ (وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) (١) ثباتا وتصلّبا فيما امر به ، بحيث يؤيس «الشيطان» من التّسويل.
أو : عزما في العود الى الذّنب ، وقيل : عزما على الذّنب لأنّه لم يتعمّده (٢) على جعل نسي بمعنى سها ، وفيه منافاة السهو للعصمة.
[١١٦] ـ (وَإِذْ) واذكر إذ (قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى) فسر في البقرة (٣).
[١١٧] ـ (فَقُلْنا يا آدَمُ إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ)
__________________
(١) في هامش «ألف» هنا ما يلي : «له» يتعلق ب : «نجد» او حال من «عزما» إذا كان معنى الوجود : الإصابة والإدراك ، وان كان «نجد» بمعنى العلم ، ف «له» مفعوله الثاني ، و «عزما» مفعوله الاول (ع. ق).
(٢) قاله ابن زيد وجماعة ـ كما في تفسير مجمع البيان ٤ : ٣٢.
(٣) سورة البقرة : ٢ / ٣٤.