فشيئا (لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ) كمال قوّتكم ، جمع شدّة ك «أنعم» لنعمة ، وهو من ثلاثين سنة الى أربعين ، أو الحلم (وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى) عند بلوغ الأشدّ أو قبله (وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ) اردأه ، وهو الهرم والخرف (لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً) ليصير كالطّفل في النّسيان وسوء الفهم.
وتعاقب هذه الأحوال عليه يدلّ أيضا على انّ من قدر عليها قدر على البعث (وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً) دراسة يابسة ، من همد الثوب : بلى (فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ) تحرّكت بالنّبات (وَرَبَتْ) انتفخت (وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ) بعض كلّ صنف (بَهِيجٍ) حسن نضر ، وهذا أيضا من دلائل البعث.
[٦] ـ (ذلِكَ) المذكور من احوال الإنسان والأرض (بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُ) بسبب انّه الثّابت المحقّ للأشياء (وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى) بقدرته وإلّا لما أحيى موتى النّطف والأرض (وَأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) لاستواء نسبة قدرته الذّاتيّة الى كلّ ممكن ، وهذا كالبيان لما قبله إذ إحياء الموتى ممكن فتناله القدرة الشّاملة.
[٧] ـ (وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ) هذا سببان غائبان لخلق الإنسان وما يتعيّش به ، فإنّه انّما خلق وكلّف لجزاء الآخرة ، ولا يصل إليه إلّا ببعثه في السّاعة وما سبق من حقّيّته تعالى واحيائه الموتى وعموم قدرته فأسباب فاعليّته لذلك.
[٨] ـ (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ) كرّر تأكيدا أو الأوّل في الأتباع وهذا في المتبوعين (وَلا هُدىً) ولا دلالة عقليّة معه (وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ) ذي نور أي : ولا حجة سمعيّة من جهة الوحي.
[٩] ـ (ثانِيَ عِطْفِهِ) متكبّرا أو معرضا عن الحقّ.
و «ثني العطف» كناية عن التّكبّر والإعراض عن الشيء (لِيُضِلَ) النّاس ، علّة