غيره ، وقرأ «حمزة» و «الكسائي» : «سكرى» فيهما (١) كان السّكر علّة ، فجمع جمع أهل العلل كمرضى ونحوه (وَما هُمْ بِسُكارى) من الشراب (وَلكِنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ) فأفزعهم بحيث أزال عقولهم.
[٣] ـ (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ) في شأنه ، ويعمّ كل مجادل وإن نزل في «النضر بن الحارث» وكان جدلا ، (٢) يقول : الملائكة بنات الله والقرآن أساطير الأوّلين وينكر البعث ، واعرابه مرّ في البقرة (٣) (بِغَيْرِ عِلْمٍ) برهان (وَيَتَّبِعُ) في جداله أو الأعمّ منه (كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ) متجرّد للفساد.
[٤] ـ (كُتِبَ عَلَيْهِ) على الشيطان في علم الله (أَنَّهُ) أي الشّأن (مَنْ تَوَلَّاهُ) تبعه (فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ) خبر أو جواب ل «من» (وَيَهْدِيهِ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ) بدعائه الى ما يوجبه.
[٥] ـ (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ) شكّ (مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ) اي فنظركم في بدأ خلقكم يزيل ريبكم ، فإنّا خلقنا أصلكم آدم وما يتكوّن منه المنيّ (مِنْ تُرابٍ ثُمَ) خلقنا نسل آدم (مِنْ نُطْفَةٍ) منّي ، من نطف : سال (ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ) دم جامد (ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ) لحمة قدر ما يمضغ (مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ) تامّة الخلق وغير تامّة ، أو مصوّرة بالتّخطيط وغير مصوّرة (لِنُبَيِّنَ لَكُمْ) بتقليبكم قدرتنا ، فإنّ من قدر عليه اوّلا ، قدر على إعادتكم ثانيا.
وحذف المبيّن إيذانا بأنّه ممّا لا يحيط به الوصف (وَنُقِرُّ) عطف على «خلقناكم» أو مستأنف (فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) هو وقت وضعه (ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً) حال ، ووحّد ارادة للجنس ، أو كلّ واحد منكم (ثُمَ) نربّيكم شيئا
__________________
(١) حجة القراآت : ٤٧٢.
(٢) الجدل : اللدد في الخصومة.
(٣) عند تفسير الآية (١٩٧) من سورة البقرة.