[٤٤] ـ (وَأَصْحابُ مَدْيَنَ) تسلية له صلىاللهعليهوآلهوسلم عن تكذيب قومه له بتكذيب تلك الأمم لرسلهم (وَكُذِّبَ مُوسى) كذّبه «القبط» لا قومه : بنو إسرائيل ، ولذا غيّر فيه النّظم (فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ) فأمهلتهم وأخّرت عقوبتهم (ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ) بالعذاب (فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ) انكاري عليهم بالانتقام منهم بتكذيبهم ، واثبت «ورش» الياء حيث وقع (١).
[٤٥] ـ (فَكَأَيِّنْ) فكم (مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها) وقرأ «أبو عمرو» : «أهلكتها» (٢) (وَهِيَ ظالِمَةٌ) أي أهلها بالكفر ، حال (فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها) ساقطة حيطانها على سقوفها ، أو خالية مع بقاء سقوفها ، عطف على «أهلكناها» لا على الحال (وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ) عطف على «قرية» ، أي بئر متروكة بموت أهلها (وَقَصْرٍ مَشِيدٍ) مجصّص أو : مرفوع هلك أهله فخلا.
[٤٦] ـ (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ) ليتعرّفوا حال المكذّبين قبلهم فيعتبروا (فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها) ما أصاب أولئك بتكذيبهم (أَوْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها) اخبار إهلاكهم سماع تدبّر (فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ) الهاء للقصّة ، أو مبهم يفسّره الأبصار وفاعل «تعمى» ضميره (وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) أي لا عمى لأبصارهم ، وانّما العمى لقلوبهم عن الإعتبار ، وقيّد بالصّدور تأكيدا أو رفعا للتّجوّز.
[٤٧] ـ (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ) الّذي أوعدوه (٣) (وَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ) بإنزاله وقد أنجزه يوم «بدر» (وَإِنَّ يَوْماً) من ايّام عذابهم (عِنْدَ رَبِّكَ) في الآخرة (كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) في الدّنيا.
__________________
(١) الكشف عن وجوه القراآت ٢ : ١٢٤ و ١٢١.
(٢) الكشف عن وجوه القراآت ٢ : ١٢٤ و ١٢١.
(٣) في «ج» العذاب الذي اوعدوه.