المؤمنين والكافرين بما بيّنه بقوله : (فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ).
[٥٧] ـ (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا فَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) لهم ، لشدّته.
[٥٨] ـ (وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) في طاعته من مكّة الى المدينة أو من أوطانهم في سرّية (ثُمَّ قُتِلُوا) في الجهاد ، وشدّده «ابن عامر» (١) (أَوْ ماتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللهُ رِزْقاً حَسَناً) نعيم الجنّة ، وسوّى بين من قتل ومن مات بالوعد لاستوائهما في النّيّة (وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) لانتهاء كلّ رزق إليه.
[٥٩] ـ (لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلاً) بالضّمّ ، وفتحه «نافع» وهو مصدر أو اسم مكان (٢) (يَرْضَوْنَهُ) هو الجنّة (وَإِنَّ اللهَ لَعَلِيمٌ) بأحوالهم (حَلِيمٌ) لا يعجّل العقوبة.
[٦٠] ـ (ذلِكَ) الأمر ذلك (وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ) جازى من ظلمه بمثل ما ظلمه به.
وسمّى الابتداء بالظّلم عقوبة وهي الجزاء ، للازدواج (٣) (ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ) عاوده الظّالم بالظّلم (لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ) على الباغي (إِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ) للمبغي عليه ، إذا انتصر وترك الاولى المندوب إليه وهو العفو.
[٦١] ـ (ذلِكَ) النّصر (بِأَنَّ اللهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ) بسبب انّه القادر الّذي من قدرته إدخال كلّ من الملوين (٤) في الآخر بالزّيادة والنقصان (وَأَنَّ اللهَ سَمِيعٌ) للأقوال (بَصِيرٌ) بالأفعال.
[٦٢] ـ (ذلِكَ) الوصف بالقدرة والعلم (بِأَنَّ اللهَ) بسبب انّه (هُوَ الْحَقُ) الثّابت الإلهيّة المستلزمة للقدرة والعلم (وَأَنَّ ما يَدْعُونَ) يعبدون ، وقرأ «نافع»
__________________
(١) حجة القراآت : ٤٨١.
(٢) حجة القراآت : ٤٨١.
(٣) الازدواج ـ في البديع ـ : تناسب المتجاورين ، نحو : من سباء بنبإ يقين (سورة النمل).
(٤) الملوان : اللّيل والنهار.