و «ابن عامر» و «أبو بكر» بتاء الخطاب للمشركين (١) (مِنْ دُونِهِ هُوَ الْباطِلُ) الزّائل المعدوم الإلهيّة (وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُ) على كلّ شيء (الْكَبِيرُ) عن أن يعدله شيء.
[٦٣] ـ (أَلَمْ تَرَ) استفهام تقرير (أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً) مطرا (فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً) بالنّبات ، وهذا من قدرته الكاملة ونعمته الشّاملة ، عطف بصيغة المضارع على «انزل» إيذانا ببقاء أثر المطر مدّة طويلة ، ولم ينصب جوابا لإيهامه نفي الاخضرار كقولك : ألم تر اني زرتك فتكرمني؟ والمراد إثباته (إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ) في أفعاله (خَبِيرٌ) بتدبير خلقه.
[٦٤] ـ (لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) ملكا وخلقا (وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ الْغَنِيُ) عن كل شيء (الْحَمِيدُ) المستحقّ الحمد لذاته.
[٦٥] ـ (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ) من البهائم وغيرها ، ذلّلها لمنافعكم (وَالْفُلْكَ) عطف على «ما» (تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ) حال منها (وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ) من أن أو كراهة أن (تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ) بأن طبعها على الاستمساك (إِلَّا بِإِذْنِهِ) بمشيئته ، فإذا شاء أبطل استمساكها فتهبط (إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) حيث فعل لهم ما فيه منافع الدّارين.
[٦٦] ـ (وَهُوَ الَّذِي أَحْياكُمْ) بعد ان كنتم أمواتا جمادا (ثُمَّ يُمِيتُكُمْ) عند آجالكم (ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) عند بعثكم (إِنَّ الْإِنْسانَ) أي المشرك (لَكَفُورٌ) لجحود للنّعم بشركه.
[٦٧] ـ (لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً) بالقرائتين ، (٢) شريعة أو متعبّدا (هُمْ ناسِكُوهُ) عاملون به ، أو فيه (فَلا يُنازِعُنَّكَ) أي بقايا الأمم (فِي الْأَمْرِ) زجر لهم عن منازعته صلىاللهعليهوآلهوسلم في أمر الدّين إذ كانوا يقولون ما لكم تأكلون ما قتلتم ولا
__________________
(١) تفسير البيضاوي ٣ : ٢١٢ وحجة القراآت : ٤٨٢.
(٢) المتقدمين في الآية (٣٤) من هذه السورة.