يَوْمٍ) بني حين قدمت دار الهجرة وهو مسجد «قبا».
وقيل : مسجده صلىاللهعليهوآلهوسلم (١) (أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ) أولى بأن تصلي فيه (فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا) بالماء عن الغائط والبول ، أو من الذنوب وهم الأنصار (وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) أصله بتاء أدغمت بالطاء.
قيل لما نزلت أتاهم صلىاللهعليهوآلهوسلم في مسجد «قبا» فقال : ماذا تفعلون في طهركم ، فإن الله تعالى قد أحسن الثناء عليكم ، فقالوا : نغسل أثر الغائط بالماء (٢). وفي رواية أخرى : نتبع الغائط بالأحجار ، ثم نتبع الأحجار الماء ، فتلا : «رجال يحبّون» الآية (٣).
[١٠٩] ـ (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ) وبناه «نافع» و «ابن عامر» للمفعول في الموضعين (٤) (عَلى تَقْوى) خوف (مِنَ اللهِ وَرِضْوانٍ) وطلب رضاه (خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا) شفير (جُرُفٍ) جانب وهو ما يجرفه السيل أي يقلع أصله ، وسكّنه «ابن عامر» و «حمزة» و «أبو بكر» (٥) (هارٍ) متداع الى السقوط ، مقلوب هائر (فَانْهارَ بِهِ) سقط ببنائه (فِي نارِ جَهَنَّمَ) تمثيل لبناء الدين على ضد التقوى في عدم الثبات ، مرشح بسقوطه بالباني في النار ، وهو مثل لمسجد الضرار ، والأول مثل لمسجد «قبا» (وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) باختيار الكفر أي يتركهم وما اختاروا.
[١١٠] ـ (لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ) مبنيهم (الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً) شكّا (فِي قُلُوبِهِمْ)
__________________
(١) قاله زيد بن ثابت وابن عمر وابي سعيد الخدري وروي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كما في تفسير مجمع البيان ٣ : ٧٣.
(٢) تفسير مجمع البيان ٣ : ٧٣.
(٣) تفسير البيضاوي ٢ : ٢٩٧.
(٤) حجة القراآت : ٣٢٣.
(٥) حجة القراآت : ٣٢٤.