لازديادهم نفاقا ببنائه وبهدمه (إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ) نتقطع بأن يموتوا ، وفتح التاء «ابن عامر» و «حمزة» و «حفص» (١) (وَاللهُ عَلِيمٌ) بضمائرهم (حَكِيمٌ) في حكمه فيهم.
[١١١] ـ (إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ) أي جازاهم على بذلها (بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ) استئناف يبين ما لأجله الشرى. وقدم «حمزة» و «الكسائي» المبنى للمفعول ، (٢) أي فيقتل بعضهم ويقاتل باقيهم (وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا) مصدران حذف فعلهما (فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ) أي لا أحد أوفى منه (فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ) التفات (وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) بالنعيم الباقي.
[١١٢] ـ (التَّائِبُونَ) خبر محذوف للمدح ، أو مبتدأ خبره ما بعده أي التائبون عن الكفر ، هم الجامعون لهذه الصفات (الْعابِدُونَ) الله مخلصين (الْحامِدُونَ) له على كل حال (السَّائِحُونَ) الصائمون.
وعنه صلىاللهعليهوآله : سياحة أمتي الصوم (٣) (الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ) أي : المصلّون (الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ) بالإيمان والطاعة (وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ) الشرك والمعصية ، وعطف فيه إيذانا بأنهما كخصلة واحدة ، وفي : (وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ) بامتثال أوامره ونواهيه تنبيها (٤) على أنّه مجمل ما فصل (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) وضع موضع «وبشرهم» تنبيها على أن إيمانهم دعاهم الى ذلك ، وحذف
__________________
(١) النشر في القراآت العشر ٢ : ٢٨١.
(٢) حجة القراآت : ٣٢٥.
(٣) تفسير البيضاوي ٢ : ٢٩٨ وفي تفسير مجمع البيان ٣ : ٧٦ ، سياحة امتي الصيام.
(٤) كذا في النسخ والصحيح : تنبيه.