[٣٦] ـ (فِي بُيُوتٍ) يتعلّق بقوله : «كمشكاة» أو ب «توقد» مبالغة في عظم الممثّل به ، إذ قناديل المساجد أعظم. أو ب «يسبّح» الآتي ، وتكرير «فيها» للتّأكيد ، وهي : المساجد.
وروى انّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قرأها فسئل أيّ بيوت هذه؟ فقال : بيوت الأنبياء. فقال «أبو بكر» : هذا البيت منها ـ لبيت «علي» و «فاطمة» عليهماالسلام ـ؟ قال : نعم ، من أفاضلها (١) (أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ) أمر بتعظيمها أو بنائها (وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) يتلى فيها كتابه أو عامّ في كلّ ذكر (يُسَبِّحُ لَهُ) يصلّى له أو ينزّهه (فِيها بِالْغُدُوِّ) مصدر أريد به الوقت أي الغدوات (وَالْآصالِ) العشايا من بعد الزّوال ، جمع اصيل.
[٣٧] ـ (رِجالٌ) فاعل «يسبّح» ـ بالكسر ـ ، وفتحه «ابن عامر» و «عاصم» مسندا الى احد الظّروف الثلاثة و «رجال» فاعل لمقدّر (٢) دل عليه : (لا تُلْهِيهِمْ) لا تشغلهم (تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ) خصّ بعد التّجارة الشّاملة وله للشّراء لأنّه ادخل في الإلهاء لأنّ الرّبح فيه يقين وفي الشّراء مظنون.
أو : أريد بالتّجارة : الشّراء تسمية للنّوع باسم الجنس (عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ) الإضافة عوض الهاء المعوّضة عن واو «إقوام» (وَإِيتاءِ الزَّكاةِ) المفروضة أو اخلاص الطّاعة له (يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ) تضطرب من الهول أو تتغيّر أحوالها فتتيقّن القلوب بعد الشّك وتبصر الأبصار بعد العمى وهو يوم القيامة.
[٣٨] ـ (لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ) متعلّق ب «يسبّح» (أَحْسَنَ ما عَمِلُوا) احسن جزائه (وَيَزِيدَهُمْ) على ذلك (مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ) تفضلا إذ الثّواب له حساب لأنّه بحسب الاستحقاق بخلاف التّفضّل.
[٣٩] ـ (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ) الّتي يحسبونها طاعة نافعة عند الله (كَسَرابٍ)
__________________
(١) تفسير مجمع البيان ٤ : ١٤٣.
(٢) حجة القراآت : ٥٠١ وفيه : قرأ ابن عامر وأبو بكر.