(لَوْ لا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً) يصدّقه ، ثمّ نزلوا عن ذلك فقالوا :
[٨] ـ (أَوْ يُلْقى إِلَيْهِ كَنْزٌ) يغنيه عن طلب المعاش ، ثمّ نزّلوا عنه فقالوا : (أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ) بستان (يَأْكُلُ مِنْها) ويرتزق كالدّهاقين ، وقرأ «حمزة» و «الكسائي» بالنّون (١) (وَقالَ الظَّالِمُونَ) ـ وضع موضع ضميرهم تسجيلا عليهم بالظّلم فيما قالوا ـ (إِنْ) ما (تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً) سحر فغلب على عقله.
[٩] ـ (انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ) أي قالوا فيك الأقوال النّادرة (فَضَلُّوا) عن الرّشد (فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً) إليه أو الى ابطال أمرك.
[١٠] ـ (تَبارَكَ الَّذِي) تكاثر خير الّذي (إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ) في الدّنيا (خَيْراً مِنْ ذلِكَ) ممّا قالوا (جَنَّاتٍ) بدل من «خيرا» (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) وقد شاءه لك في الآخرة (وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً) جزم عطفا على محلّ الجزاء ورفعه «ابن كثير» و «ابن عامر» و «أبو بكر» (٢) لجواز الرّفع والجزم في جزاء الشرط الماضي أو استئنافا.
[١١] ـ (بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ) عطف على ما حكي عنهم أي بل أتوا بأعجب من تكذيبك وهو تكذيبهم بالسّاعة أو حملهم عليه تكذيبهم بها لا ما طعنوا به عليك (وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً) نارا شديدة الإسعار أو هو اسم لجهنّم.
[١٢] ـ (إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) كقولهم : دورهم تتراءى : كأنّ بعضها يرى بعضا على المجاز ، والمعنى : إذا كانت منهم بمرأى النّاظر في البعد (سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً) صوت تغيّظ (وَزَفِيراً) شبّه صوت غليانها بصوت المغتاظ وزفيره.
وقيل : يجوز أن يخلق الله لها حياة فترى وتغضب وتزفر (٣).
وقيل : ذلك لزبانيتها فنسب إليها على حذف مضاف (٤).
__________________
(١) حجة القراآت : ٥٠٧.
(٢) حجة القراآت : ٥٠٨.
(٣) تفسير البيضاوي ٣ : ٢٤٣.
(٤) تفسير البيضاوي ٣ : ٢٤٣.