[١٣] ـ (وَإِذا أُلْقُوا مِنْها مَكاناً) في مكان ومنها نعت قدّم فصار حالا (ضَيِّقاً) يراضون (١) فيه ويضيق عليهم كما يضيق الزّجّ في الرّمح وخفّفه «ابن كثير» (٢) (مُقَرَّنِينَ) قرنت أيديهم الى أعناقهم بالأغلال (دَعَوْا هُنالِكَ) في ذلك المكان (ثُبُوراً) هلاكا ، أي يقولون ووا ثبوراه ، فهذا وقتك ، فيقال لهم :
[١٤] ـ (لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً) لكثرة انواع عذابكم ، فكلّ نوع ثبور ، أو لدوامه فهو [في] ـ (٣) كل وقت ثبور.
[١٥] ـ (قُلْ أَذلِكَ) المذكور من الوعيد وصفة السّعير (خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ) أضيف إليه تنبيها على خلودها والاستفهام للتّبكيت والتّهكّم (الَّتِي وُعِدَ) أي وعدها (الْمُتَّقُونَ كانَتْ لَهُمْ) في علمه تعالى لأنّ وعده في تحقّقه كالكائن (جَزاءً) على أعمالهم (وَمَصِيراً) ومرجعا.
[١٦] ـ (لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ) ما يشاءونه من النّعيم (خالِدِينَ) حال لازمة (كانَ) ما يشاءون (عَلى رَبِّكَ وَعْداً) موعودا واجبا عليه إنجازه (مَسْؤُلاً) يسأله النّاس بقولهم : (رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا) (٤) أو الملائكة بقولهم : (رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ) (٥) أو من حقّه أن يسئل.
[١٧] ـ (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ) (٦) وقرأ «ابن كثير» و «حفص» بالياء (٧) (وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) من الملائكة و «عيسى» و «عزيرا» والأصنام ينطقها الله ، أو ما يعمّ الكلّ.
__________________
(١) الروض والرياضة : التذليل (مجمع البحرين).
(٢) حجة القراآت : ٥٠٨.
(٣) الزيادة اقتضاها السياق ، وأخذناها من تفسير البيضاوي ٣ : ٢٤٣.
(٤) سورة آل عمران : ٣ / ١٩٤.
(٥) سورة غافر : ٤٠ / ٨.
(٦) في المصحف الشريف بقراءة حفص : «يحشرهم» ـ كما سيشير اليه المؤلّف ـ.
(٧) حجة القراآت : ٥٠٨.