[٥٢] ـ (فَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ) فيما يدعونك إليه ، تهيج له صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَجاهِدْهُمْ بِهِ) بالقرآن أو بترك طاعتهم الدّالّ عليه فلا تطع.
والمراد : انّهم يجتهدون في توهين أمرك فاجتهد في أن تغلبهم (جِهاداً كَبِيراً) تتحمل فيه المشاقّ بإقامة الحجج أو بجهاد أهل جميع القرى.
[٥٣] ـ (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ) خلّاهما متلاصقين ، (١) من مرج الدّابّة :
خلّاها (هذا عَذْبٌ فُراتٌ) بليغ العذوبة (وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ) شديد الملوحة أو مرّ (وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً) حاجزا من قدرته يمنعهما التّمازج (وَحِجْراً مَحْجُوراً) كلمة المتعوّذ ، كأن كلّا منهما يتعوّذ من الآخر ك (لا يَبْغِيانِ) (٢).
أو أريد بالبحر العذب : النّهر العظيم كالنّيل ، وبالبحر الملح : البحر المعروف.
والبرزخ بينهما : الحائل من الأرض ، فاختلافهما مع اقتضاء الطّبيعة التّساوي انّما يكون بصنع قادر مختار.
[٥٤] ـ (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ) الّذي هو العنصر أو النّطفة (بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً) أي قسمين ذوي نسب أي ذكورا ينتسب إليهم وذوات صهر أي إناثا يصاهر بهنّ ، نحو : (فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى) (٣) (وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً) على كلّ شيء اراده (٤).
[٥٥] ـ (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُهُمْ) بعبادته (وَلا يَضُرُّهُمْ) تبركها وهو الأصنام (وَكانَ الْكافِرُ) أي جنسه أو ابو جهل (عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً) عوينا للشيطان باتّباعه أو هيّنا مهينا من قولهم ظهرت به أي جعلته خلف ظهرك.
__________________
(١) في «ج» خلاهما متلاطتين ، اي متلاصقين.
(٢) سورة الرحمن : ٥٥ / ٢٠.
(٣) سورة القيامة : ٧٥ / ٣٩.
(٤) في شواهد التنزيل ١ / ١٤٤ انّها : «نزلت في النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلي بن أبي طالب ، زوّج فاطمة عليا وهو ابن عمه وزوج ابنته فكان نسبا وكان صهرا».