فيه من الإثم والإيذاء. ولا تنسخه آية السيف لعدم المنافاة (١).
[٦٤] ـ (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً) في الصلاة جمع «قائم» أو مصدر وصف به واخّر للرّوى.
[٦٥] ـ (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً) لازما ومنه الغريم لملازمته ، وصفوا بحسن السّيرة مع الخلق والاجتهاد في طاعة الحقّ وهم مع ذلك فرقون (٢) من العذاب ، يسألون ربّهم صرفه عنهم غير معتدّين بأعمالهم.
[٦٦] ـ (إِنَّها ساءَتْ) بئست ، وضميره مبهم يميّزه (مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً) موضع استقرار واقامة هي (٣) والتّعليلان (٤) متداخلان أو مترادفان من قولهم أو قوله تعالى.
[٦٧] ـ (وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا) لم يجاوزوا الحدّ في النّفقة ولم يضيّقوا فيها ، أو : لم ينفقوا في المعاصي ولم يمنعوا الحقوق ، وضمّ «الياء» «نافع» و «ابن عامر» من «اقتر» وفتحها الباقون مع كسر التّاء لابن كثير و «ابي عمرو» وضمّها لغيرهم (٥) (وَكانَ) انفاقهم (بَيْنَ ذلِكَ) بين الإسراف والإقتار (قَواماً) وسطا ، من استقامة الطّرفين كالسّواء من استوائهما ، خبر ثان أو حال مؤكّدة.
[٦٨] ـ (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ) قتلها ، وبه يتعلّق (إِلَّا بِالْحَقِ) أو ب «يقتلون» (وَلا يَزْنُونَ) نفى عنهم اصول السّيّئات بعد وصفهم بأصول الحسنات إيذانا بأنّ الجزاء الموعود مختصّ بمن جمع ذلك
__________________
(١) قال في تفسير التبيان ٧ : ٥٠٥ : وقال قوم : هذا منسوخ بآية القتال وليس الأمر على ذلك لأنّ الأمر بالقتال لا ينافي حسن المجاورة في الخطاب وحسن العشرة.
(٢) يقال : فرق فرقا : إذا جزع واشتد خوفه ـ.
(٣) هذا الضمير مخصوص بالذّم ورابط للجملة.
(٤) اي قوله : انّ عذابها وانّها ساءت.
(٥) حجة القراآت : ٥١٣.