قدّام المطر ، وسبق ما فيه من القراآت في «الأعراف» و «الفرقان» (١) (أَإِلهٌ مَعَ اللهِ تَعالَى اللهُ) الخالق (عَمَّا يُشْرِكُونَ) به من المخلوق.
[٦٤] ـ (أَمَّنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ) لمّا ازيح عذرهم في انكار الإعادة بدلالة الإبداء وغيره عليها احتجّ بها عليهم (وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ) بالمطر والنّبات (أَإِلهٌ مَعَ اللهِ) يفعل شيئا ممّا ذكر (قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ) حجّتكم على انّ معه إلها (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) في ذلك ، إذ ما لا برهان عليه باطل ومدّعيه كاذب.
[٦٥] ـ (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) من الملائكة والثّقلين و «من» موصولة أو موصوفة (الْغَيْبَ إِلَّا اللهُ) متّصل وأريد ب «من» فيهما من تعلّق علمه بهما ولو اجمالا لا من فيهما حقيقة ليعم الله وأولوا العلم من خلقه بالتّشكيك كالعالم والرّحيم ، فليس فيه سوء أدب بإيهام التّسوية بينه تعالى وبينهم.
أو منقطع ورفع مستثناه على لغة «تميم» والمعنى إن كان الله ممّن فيهما ، ففيهما من يعلم الغيب لكنّه ليس منهم فلا يعلمونه.
وفيه : انّ استثناء نقيض المقدّم لا ينتج فلا يلزم من امتناع كونه تعالى ممّن فيهما عدم علمهم الغيب (وَما يَشْعُرُونَ) الواو ل «من» أو للمشركين (أَيَّانَ) متى (يُبْعَثُونَ).
[٦٦] ـ (بَلِ ادَّارَكَ) تدارك ، أبدلت التّاء دالا وأدغمت في الدّال ووصل بهمزة أي تتابع واستحكم ، وقرأ «ابن كثير» و «أبو عمرو» «أدرك» ك «أكرم» (٢) أي انتهى وتكامل (عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ) في شأنها أي حصل لهم بالحجج اسباب استحكام العلم وتكامله بأنّ القيامة كائنة وهم ينكرونه.
وقيل : وصفوا بالعلم تهكّما بهم (بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْها) مع تمكّنهم من اليقين
__________________
(١) سورة الأعراف : ٧ / ٥٧ ، وسورة الفرقان ٢٥ / ٤٨.
(٢) حجة القراآت : ٥٣٥.