وقرأ «حمزة» : «تهدي» (١) (إِنْ تُسْمِعُ) أي ما يجدي اسماعك (إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا) من علم الله انّه يصدّق بها (فَهُمْ مُسْلِمُونَ) مخلصون بالتّوحيد.
[٨٢] ـ (وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ) أي قرب وقوع المقول وهو ما وعدوه من البعث والعذاب (أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ) روي انّها تخرج من المسجد الحرام وطولها ستّون ذراعا ولها اربع قوائم وزغب (٢) وريش وجناحان ، لا يدركها طالب ولا يفوتها هارب ، ومعها عصا «موسى» وخاتم «سليمان» فتجلو وجه المؤمن بالعصا وتختم (٣) أنف الكافر بالخاتم (٤).
وعن «علي» عليهالسلام : والله ما لها ذنب ، وانّ لها للحية ويشعر بأنّها انسان.
وفي بعض خطبه : أنا صاحب العصا والميسم ، ويعضده اخبار (٥) (تُكَلِّمُهُمْ) فتقول حاكية لقول الله : (أَنَ) (٦) (النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ) أي بالقرآن أو بخروجها ، لأنّه من آيات الله تعالى ، أو هو ابتداء منه تعالى.
وقيل : تكلمهم من الكلم (٧) لقراءته التخفيف ، ويعضد كونه من الكلام : فتح «الكوفيّون» «انّ» أي : تكلّمهم بأنّ ، (٨) وقرئ به و «تنبئهم أن».
[٨٣] ـ (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ) «من» للتّبعيض (فَوْجاً) جماعة (مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا) بيان للفوج ، وهم رؤساؤهم وقادتهم (فَهُمْ يُوزَعُونَ) يحبس اوّلهم
__________________
(١) حجة القراآت : ٥٣٧.
(٢) الزغب ـ محركة ـ : صغار الشعر ولينه.
(٣) في «ألف» و «ج» : وتحطم.
(٤) تفسير مجمع البيان : ٤ : ٢٣٤.
(٥) تفسير مجمع البيان : ٤ : ٢٣٤. وكلمة «اخبار» ليست في «ألف».
(٦) في المصحف الشريف بقراءة حفص : «ان» ـ بفتح الهمزة ـ.
(٧) الكلم : الجرح ، قيل : ومنه أخذ «الكلام» علما لما يلفظ لأنه يؤثر في السامع.
(٨) نقله البيضاوي في تفسيره ٣ : ٢٧٤.