[٤٥] ـ (وَلكِنَّا أَنْشَأْنا قُرُوناً) امما بعد «موسى» (فَتَطاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ) أمد انقطاع الوحي فاندرست الشرائع ، فأوحينا إليك خبر «موسى» أو غيره فالمستدرك الوحي إليه وحذف وأقيم سببه مقامه (وَما كُنْتَ ثاوِياً) مقيما (فِي أَهْلِ مَدْيَنَ) «شعيب» ومن آمن به (تَتْلُوا) تقرأ (عَلَيْهِمُ) تعلّما منهم (آياتِنا) المتضمّنة لقصّتهم (وَلكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ) لك ومعلمينكها.
[٤٦] ـ (وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ) حين (نادَيْنا) «موسى» أن (خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ) (١) أو حين ناجيناه (وَلكِنْ) علّمناك (رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ) رسول بشريعة وان كان عليهم أنبياء وأوصياء حافظون لشرع الرّسول السّابق ظاهرون أو مستترون لامتناع خلوّ الزمان من حجّة (لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) يتّعظون.
[٤٧] ـ (وَلَوْ لا) امتناعيّة حذف جوابها (أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ) عقوبة (بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) من الكفر والمعاصي (فَيَقُولُوا) ـ عطف على «تصيبهم» أي لو لا قولهم إذا عوقبوا بكفرهم ـ : (رَبَّنا لَوْ لا) هلّا (أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ) الفاء جواب التحضيض (وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) ما أرسلناك (٢) أي انّما أرسلناك لقطع عذرهم ، فالقول هو سبب الإرسال ولكن لمّا كانت العقوبة سببا للقول ادخلت «لو لا» عليها وعطف القول بفاء السّببيّة إيذانا بأنّهم انّما الجأهم الى القول العقوبة لا غير.
[٤٨] ـ (فَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنا) أي الرّسول المصدّق بالقرآن المعجز (قالُوا) ـ تعنّتا ـ : (لَوْ لا) هلّا (أُوتِيَ مِثْلَ ما أُوتِيَ مُوسى) من الكتاب جملة
__________________
(١) كذا في النسخ ، والآية من سورة مريم : ١٩ / ١٢ وهو خطاب ليحيى عليهالسلام ، ولعله أراد أن يذكر ما ورد في الشعراء ٢٦ / ١٠ : «ان ائت القوم الظالمين» هذا وقد فسّر البيضاوي ٤ / ٨ كما يلي : «إذ نادينا» لعل المراد به وقت ما أعطاه التوراة وبالأول حين ما استنبأه لأنهما المذكوران في القصة.
(٢) جملة «ما أرسلناك» جواب «لو لا».