[٦٥] ـ (فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) أي الدعاء لا يدعون إلّا إيّاه ، إذ لا يكشف الشدة سواه (فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ) عادوا إلى الشرك.
[٦٦] ـ (لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ) من نعمة الإنجاء (وَلِيَتَمَتَّعُوا) بعكوفهم على أصنامهم ، واللام فيها لام كي (١) أو لام أمر تهديد ، ويعضده قراءة «قالون» و «ابن كثير» و «حمزة» و «الكسائي» : «وليتمتعوا» بسكونها (٢) (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) غبّ ذلك.
[٦٧] ـ (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا) بلدهم «مكة» (حَرَماً آمِناً) أهله من القتل والأسر والنهب (وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ) بالتّغاور (٣) قتلا وأسرا ونهبا دونهم (أَفَبِالْباطِلِ) أبعد هذه النعمة وغيرها بالصنم (يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللهِ يَكْفُرُونَ) بإشراكهم به.
[٦٨] ـ (وَمَنْ أَظْلَمُ) أي لا أظلم (مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) بادعاء شريك له (أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِ) الرسول أو الكتاب (لَمَّا جاءَهُ) من غير تثبّت ولا تروّ (أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ) تقرير لثوائهم ، أي : ألا يثوون فيها وقد افتروا وكذبوا مثل هذا الافتراء والتكذيب.
[٦٩] ـ (وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا) في حقّنا ما يجب جهاده من النفس والشيطان وحزبه (لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا) سبل الجنة أو سبل الخير. بزيادة اللطف (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً) (٤). أو : والذين عملوا بما علموا لنهدينّهم الى ما لم يعلموا (وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) بالنصر والعون.
__________________
(١) اي لام العلة.
(٢) حجة القراآت : ٥٥٥.
(٣) التغاور : إغارة بعضهم على بعض.
(٤) سورة محمّد : ٤٧ / ١٧.