(يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ) يتصدعون أي يتفرقون الى الجنة والنّار.
[٤٤] ـ (مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ) لا على غيره (كُفْرُهُ) أي وباله وهو النّار (وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ) لا لغيرها (يَمْهَدُونَ) منزلا في الجنة.
[٤٥] ـ (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) علة ل «يمهدون» أو ل «يصّدعون» ولم يقل ليجزيهم بل صرح بوصفهم إيذانا بعلية الإيمان والصلاح لجزائهم (مِنْ فَضْلِهِ) زيادة على ثوابهم الواجب لهم أو من عطائه وهو ثوابهم (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ) أي يجازيهم بالعقوبة على كفرهم.
[٤٦] ـ (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ) الجنوب والصّبا ، والشمال وهي للرحمة ، وأمّا الدّبور فللعذاب ، ووحّدها «ابن كثير» و «حمزة» و «الكسائي» إرادة للجنس (١) (مُبَشِّراتٍ) بالغيث (وَلِيُذِيقَكُمْ) عطف على معنى «مبشرات» أي لتبشّركم وليذيقكم (مِنْ رَحْمَتِهِ) وهي الغيث المسبّب عنها ، أو الخصب التابع له ، أو الرّوح الحاصل بهبوبها (وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ) بإرادته (وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ) بتجارة البحر (وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) هذه النعمة فتوحدونه.
[٤٧] ـ (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) فكذبوهم (فَانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا) بالإهلاك (وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) في جعلهم مستحقين عليه أن ينصرهم تعظيما لهم وإظهارا لكرامتهم.
[٤٨] ـ (اللهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ) بالقراءتين (٢) (فَتُثِيرُ سَحاباً) تهيّجه (فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ) في جهتها (كَيْفَ يَشاءُ) من قلة وكثرة وغيرهما (وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً) قطعا متفرقة ، وسكّنه «ابن عامر» (٣) (فَتَرَى الْوَدْقَ) المطر (يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ) من مخارجه
__________________
(١) تفسير البيضاوي ٤ : ٢٧ وحجة القراآت : ١١٨.
(٢) المذكورتين في الآية (٤٦) من هذه السورة.
(٣) تفسير البيضاوي ٤ : ٢٧ وحجة القراآت : ٥٦٠.