[٤] ـ (اللهُ) مبتدأ ، خبره : (الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ) فسّر في الأعراف (١) ويجوز كونه صفة ، والخبر : (ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ) إذا جاوزتم رضاه (مِنْ وَلِيٍ) ينصركم (وَلا شَفِيعٍ) يشفع لكم (أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ) تتعظون بذلك.
[٥] ـ (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ) أمر الدنيا مدّة حياتها وأيامها ، فينزله (مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ) يرجع الأمر كلّه (إِلَيْهِ) بعد فنائها (فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) في الدنيا ، وهو يوم القيامة.
وقيل : ينزل الوحي مع «جبرائيل» ثم يرجع إليه ما كان من قبوله أو ردّه مع «جبرائيل» ، وذلك في وقت هو كألف سنة ، لأن مسافة نزوله وعروجه مسير ألف سنة إذ ما بين السماء والأرض مسير خمسمائة سنة (٢).
وقيل : يقضي قضاء ألف سنة فينزل به الملك ثمّ يعرج بعد الألف لألف آخر (٣).
[٦] ـ (ذلِكَ) الخالق المدبّر (عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) ما غاب عن الخلق وما حضر (الْعَزِيزُ) المنيع في ملكه (الرَّحِيمُ) بعباده.
[٧] ـ (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ) أحكمه وأتقنه ، أو علم كيف يخلقه من قولهم فلان يحسن كذا اي يعلمه (خَلَقَهُ) (٤) بدل اشتمال من «كل شيء» ، وفتح «نافع» و «الكوفيّون» اللام على الوصف ، (٥) فالشيء مخصوص بمتصل ، وعلى الأول بمنفصل (وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ) آدم (مِنْ طِينٍ).
__________________
(١) سورة الأعراف : ٧ / ٥٤.
(٢) تفسير الكشّاف ٣ : ٥٠٨.
(٣) تفسير البيضاوي ٤ : ٣٤.
(٤) في المصحف الشريف بقراءة حفص : «خلقه».
(٥) حجة القراآت : ٥٦٨.