أو بواو المعية. وما سبق إخبار بثبوت البراءة ، وهذا إيجاب للإعلام به (فَإِنْ تُبْتُمْ) من الشرك (فَهُوَ) فتوبتكم (خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ) عن الإيمان (فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ) غير فائتيه في الدنيا (وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا) أخبرهم (بِعَذابٍ أَلِيمٍ) في الآخرة.
[٤] ـ (إِلَّا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) استثناء من المشركين ، أو استدراك ، أي ولكن من عاهدتم منهم (ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئاً) من شروط العهد (وَلَمْ يُظاهِرُوا) يعاونوا (عَلَيْكُمْ أَحَداً) من عدوكم (فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلى مُدَّتِهِمْ) الى انقضاء مدتهم التي عاهدتم عليها (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) بإتمام العهد.
[٥] ـ (فَإِذَا انْسَلَخَ) انقضى (الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ) التي هي مدة الأمان للناكثين ، وقيل ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب (١) وفيه ما فيه (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ) الناكثين (حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) من حل وحرم (وَخُذُوهُمْ) وأسروهم (وَاحْصُرُوهُمْ) وامنعوهم دخول مكة ، أو من الخروج إن تحصنوا (وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ) طريق يسلكونه. ونصب ظرفا أو بنزع الجار (فَإِنْ تابُوا) من الشرك (وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ) أي التزموا فعلهما وقبلوه (فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ) دعوهم ولا تتعرضوا لهم.
ويفيد أن تاركهما لا يخلى (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) يغفر لهم ويثيبهم ان تابوا.
[٦] ـ (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) المأمور بقتلهم ، رفع بما يفسره (اسْتَجارَكَ) استأمنك (فَأَجِرْهُ) فأمنه (حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ) ويتدبره (ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ) موضع أمنه ، أي وطنه إن لم يؤمن (ذلِكَ) الأمن (بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ) الإيمان ، فأمنهم حتى يسمعوا فيعلموا :
[٧] ـ (كَيْفَ) انكار أي لا (يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ) يفون به لهما مع إضمارهم الغدر ، أو يفيان لهم به وهم نقضوه (إِلَّا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ عِنْدَ
__________________
(١) تفسير مجمع البيان ٣ : ٧.