الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) هم المستثنون قبل ، ومحله نصب بالاستثناء ، أو جر بالبدل ، أو رفع على الاستدراك (فَمَا اسْتَقامُوا لَكُمْ) على العهد (فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ) على الوفاء به. و «ما» شرطية (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) فسر (١).
[٨] ـ (كَيْفَ) يكون لهم عهد وحذف للعلم به. كرر انكار وفائهم بالعهد ، أو بقاء حكمه مع ما يفهم العلة (وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ) يظفروا بكم والواو للحال (لا يَرْقُبُوا) لا يرعوا (فِيكُمْ إِلًّا) قرابة أو حلفا (وَلا ذِمَّةً) عهدا فلا يبقون عليكم بجهدهم (يُرْضُونَكُمْ بِأَفْواهِهِمْ) يظهرون لكم الموالاة بكلامهم (وَتَأْبى قُلُوبُهُمْ) إلا العداوة والغدر (وَأَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ) متمردون ، لا وفاء لهم.
[٩] ـ (اشْتَرَوْا بِآياتِ اللهِ) القرآن أي استبدلوا باتباعه (ثَمَناً قَلِيلاً) عوضا يسيرا ، وهو اتباع الشهوات (فَصَدُّوا) الناس ، أو أعرضوا (عَنْ سَبِيلِهِ) دينه ، والفاء تؤذن بسببية اشترائهم للصدّ (إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) عملهم هذا ، وما بينه (٢) قوله :
[١٠] ـ (لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلا ذِمَّةً) فلا تكرار والأول عام ، وهذا يخص المشترين وهم من جمعهم أبو سفيان وأطعمهم ، أو اليهود (وَأُولئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ) في الطغيان.
[١١] ـ (فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَإِخْوانُكُمْ) فهم إخوانكم (فِي الدِّينِ) كسائر المؤمنين (وَنُفَصِّلُ الْآياتِ) نبيها (لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) يتأملونها.
[١٢] ـ (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ) مواثيقهم (مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ) عقدهم (وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ) عابوه (فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ) وضعوا موضع المضمر
__________________
(١) في سورة آل عمران : ٣ / ٧٦.
(٢) ـ كذا في النسخ ، والصحيح أو ما بيّنة بقوله : ... إلى آخره ، أي ساء عدم مراقبتهم في مؤمن الّا ولا ذمّة ، فلا يكون تكرارا بل يكون تفسيرا لما ساء من عملهم ـ ينظر تفسير البيضاوي ٢ : ٢٧٧ ـ.