لصيرورتهم بذلك رؤساءه.
وقيل : هم رؤساء الكفرة فتخصيصهم لأن قتلهم أهمّ (١). وحقق الهمزتين «عاصهم» و «ابن عامر» و «حمزة» و «الكسائي» ولحّن القلب ياء (٢) (إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ) لا يحفظون أيمانهم. وكسره «ابن عامر» وكذا عن الباقر عليهالسلام أي : لا أمان أولا إسلام (٣) (لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ) أي قاتلوهم قاصدين انتهاءهم عن الشرك.
[١٣] ـ (أَلا) للتحيض (تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ) التي عقدوها معكم فأعانوا بني بكر على حلفائكم خزاعة (وَهَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ) من مكة حين اجتمعوا بدار الندوة.
وقيل : هم اليهود نكثوا عهده صلىاللهعليهوآلهوسلم وهموا بإخراجه من المدينة (٤) (وَهُمْ بَدَؤُكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ) بالقتال يوم بدر ، أو لحلفائكم فما يمنعكم أن تقاتلوهم (أَتَخْشَوْنَهُمْ) فتتركون قتالهم (فَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ) في ترك أمره (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) فإن المؤمن لا يخشى إلّا الله.
[١٤] ـ (قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ) يقتلهم (بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ) يذلهم بالقهر والأسر (وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) خزاعة ، أو ناس من اليمن أسلموا بمكة فإذا هم أهلها.
[١٥] ـ (وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ) حنقها لا فعل بهم وقد وفى بما وعدهم ، ففيه اعجاز (وَيَتُوبُ اللهُ عَلى مَنْ يَشاءُ) ممن يتوب مخلصا منهم (وَاللهُ عَلِيمٌ) بمن يتوب
__________________
(١) ذكر هذا القول الطبرسي في جوامع الجامع ٢ : ٤١ والزمخشري في تفسير الكشاف ٢ : ٣٠
. (٢) حجة القراآت : ٣١٥.
(٣) نقل البيضاوي هذا المعنى على أساس قراءة ابن عامر ولم ينسبه ، ينظر تفسير البيضاوي ٢ : ٢٧٨.
(٤) نقله البيضاوي في تفسيره ٢ : ٢٧٨.