(حَكِيمٌ) في أحكامه.
[١٦] ـ (أَمْ) بل أ(حَسِبْتُمْ) انكار ، خطاب للمؤمنين حين كره بعضهم القتال وقيل للمنافقين (١) (أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ) ولم يظهر المجاهدون منكم بإخلاص من غيرهم.
وأريد بنفي العلم نفي المعلوم مبالغة فإنه مهما كان شيء علمه الله (وَلَمْ يَتَّخِذُوا) من الصلة (مِنْ دُونِ اللهِ وَلا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً) بطانة يناجونهم (وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) يعلم ما قصدتم به.
[١٧] ـ (ما كانَ) ما صحّ (لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللهِ) شيئا منها ، أو المسجد الحرام وجمع لأنه قبلة المساجد فكأنه الجميع ، ويعضده أن أفرده «ابن كثير» و «أبو عمرو» (٢) (شاهِدِينَ) حال من الواو (عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ) أي يدل قولهم وفعلهم على كفرهم (أُولئِكَ حَبِطَتْ) بطلت (أَعْمالُهُمْ) التي هي من جنس الطاعة لفقد شرطها (وَفِي النَّارِ هُمْ خالِدُونَ).
[١٨] ـ (إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ) أي لا يعمرها إلا من جمع هذه الكمالات العلمية والعملية.
وعمارتها : رمها وكنسها وفرشها والإسراج فيها ، وزيارتها وشغلها بالعبادة والذكر ودرس العلم وصونها من أعمال الدينا (وَلَمْ يَخْشَ) في أمر الدين (إِلَّا اللهَ) فلا يلحظ سواه (فَعَسى أُولئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ) الى طريق الجنة أي هم منهم ، لأنّ «عسى» من الله وجوب ، وفيها ردع للمؤمنين أن يغترّوا بحالهم.
[١٩] ـ (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) أي أهل السقاية أي السقي وأهل العمارة (كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ) أو جعلتم
__________________
(١) تفسير البيضاوي : ٢ : ٢٧٨.
(٢) حجة القراآت : ٣١٦.